هل سلس البول يبطل الصلاة؟.. عضو العالمي للفتوي تجيب

أكدت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن مريض السلس البولي يُعتبر من أصحاب الأعذار في الشريعة الإسلامية، ويجب التعامل مع حالته برفق وتيسير بما يخفف من مشقته.

خروج البول ينقض الوضوء

وقالت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج “حواء”، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين: “في حالة معاناة الشخص من السلس البولي، لا يستوجب عليه الغسل بعد كل حادثة بول، بل يكفيه الوضوء فقط، ولكن خروج البول ينقض الوضوء، وبالتالي يتعين على المريض الوضوء قبل كل صلاة”.

 

وأضافت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى: “إذا كان الشخص يعاني من خروج البول بشكل مستمر، فعليه أن يتوضأ عند دخول وقت الصلاة ويحاول أن يتجنب وصول البول إلى ملابسه أو مكان الصلاة، عن طريق استخدام وسائل تمنع وصول البول، مثل الحفائظ أو أشياء أخرى تمنع التلوث.”

 

وتابعت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى: “إذا نزل البول بعد الوضوء أو أثناء الصلاة، فإن صلاته لا تفسد، بل يكملها كما لو كان طاهرًا. ومن المهم أن يكون المريض على دراية بأنه لا يحتاج إلى إعادة الصلاة أو الوضوء إذا نزل البول بعد ذلك، بل يكمل الصلاة ولا يتعرض للقلق أو الوساوس”.

 

النية في الغسل محلها القلب

وفي وقت سابق، أكدت هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن النية في الطهارة تعتبر من أهم الأمور التي يجب على المسلم مراعاتها، لافتة إلى أن النية في الغسل محلها القلب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ‘إنما الأعمال بالنيات’، بمعني لو كنت ذاهبة للغسل للحدث الفلاني، سواء نطقت بالنية أم لم تنطق بها، المهم أن تكون النية موجودة في القلب، وهذا هو الأصل في صحتها.

 

وأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى: “التلفظ بالنية ليس شرطًا لصحة الغسل، فطالما أن الشخص عازم في قلبه على رفع الحدث سواء كان من الحيض أو الجنابة أو أي سبب آخر، فإن ذلك يكفي، لذلك، إذا دخلت المرأة الحمام لتغتسل من الحيض مثلًا، وكان في قلبها العزم على الطهارة، فإن الغسل يكون صحيحًا حتى وإن لم تنطق بالنية”.

 

وعن بعض الأسئلة التي يتداولها البعض حول صيغة معينة للنية، قالت: “لا يوجد صيغة معينة للنية بعد الغسل، النية تكون قبل الغسل فقط، وأما بعد إتمام الغسل، فلا يلزم قول شيء محدد، على الرغم من أن بعض الناس قد ينتابهم وساوس حول ما إذا كانوا قد قالوا الصيغة الصحيحة أم لا، فإن الأهم هو نية القلب، لأن الغسل عبادة أمرنا بها الله سبحانه وتعالى، وأوضحها لنا النبي صلى الله عليه وسلم”.

 

الغسل يعتبر أمرًا تعبديًا

وأوضحت أن الغسل يعتبر أمرًا تعبديًا، وهو واجب شرعي ثبت في القرآن الكريم والسنة النبوية والله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم قال: ‘وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا’، وهذا يدل على وجوب الغسل، وكذلك، عندما سئلت السيدة أم سلمة عن كيفية الاغتسال، أخبرها النبي صلى الله عليه وسلم أن ‘يكفيك أن تحتسي ثلاث حفنات من الماء على رأسك’، وهذا يعني أن الغسل يتم بتعميم الماء على جميع الجسم كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم”.

 

واختتمت قائلة: “الغسل أمر مهم وطهارة لازمة لأداء العبادة، ونحن مطالبون به كما أمرنا الله ورسوله، المهم هو الإخلاص في النية، وأننا نعمل هذا الفعل طاعة لله سبحانه وتعالى”.

 

خروج المني بشهوة من موانع الصلاة ويستوجب الغسل

كما قالت هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، إن هناك العديد من الحالات التي تفرض على المرأة الاغتسال حتى تكون طاهرة تمامًا، أولها وأهمها الحيض، حيث إن أول ما تبدأ الفتاة في مرحلة البلوغ، يبدأ الحيض في النزول، وهو من أهم الأسباب التي تستوجب الغسل، كما أن النفاس، وهو الدم الذي تراه المرأة بعد الولادة، يعد أيضًا من موانع الصلاة ويستدعي الغسل بعد انقطاعه.

 

وأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى: “أيضًا، إذا تزوجت المرأة وكان هناك جماع، فإن ذلك يعد من موانع الصلاة وسببًا آخر للغسل، كما أن خروج المني بشهوة سواء كان من خلال الاحتلام أو غيره يعد أيضًا من موانع الصلاة ويستوجب الغسل”.