فرط الرمان

كلام فى الهوا

مما لا شك فيه أن الخونة والمنافقين والعملاء لا يتعظون ولا يقرأون التاريخ لكى يعرفوا أن نهايتهم دائماً مُذلة، فى بعض الأحيان يُقتلون على أيدى من خانوا بسببهم، وكان من ضمن هؤلاء الخدم رجل يونانى عاش فى مصر أثناء الحملة الفرنسية، حيث عُين وكيلاً لمحاكم القاهرة لأنه كان مشهور بالقسوة والإفراط فى العنف والقتل، وكان يجمع رؤوس المصريين ويدخل بهم على الحاكم الفرنسى، لذلك أطلق عليه المصريون هذا الاسم «فرط الرمان» للتشابه بين حبات الرمان ورؤوس المصريين من خلال اللون الأحمر. وهذه الحكاية الهمت الكاتب الكبير «صلاح عيسى» ليكتب عنها مُبيناً أن سبب استطاعة هذا الرجل ليفعل ذلك بالمصريين هو الخنوع الذى سمح له المغالاة فى القتل فى ظل مناخ استبدادي لا يسمح فيه الحاكم للشعب بأى شئ ليجد هذا العميل الخائن الذى تفنن فى إرضاء رئيسه الحاكم الفرنسى فى تعذيب المصريين، والمصريين كانوا يواجهون هذا بالضحك والنكات للتغلب على الظلم متحاوزين بذلك كافة الأخطار، على عكس ما يظن البعض أنهم لا يُقدرون أى مخاطر أو أن الخوف قيدهم وأخرس لسانهم. والحقيقة أن هذا الضحك والنكات كان السلاح الذى يقتلون به الظالم، والأمثلة كثيرة التى تؤكد أن لكل ظالم نهاية.

لم نقصد أحد!!