أتطرق بمقالى هذا للمرة الثانية على التوالى لقضية إجراء الانتخابات الأمريكية، حيث شهدت الولايات المتحدة أول مواجهة شخصية بين مرشحى الرئاسة الأمريكية، الرئيس الحالى جو بايدن، والرئيس السابق دونالد ترامب، فى مناظرة نظمتها شبكة سى إن إن، مع بدء العد التنازلى لموعد الانتخابات الرئاسية، المقررة فى الخامس من نوفمبر 2024، وبدأت المناظرة دون مصافحة بين المرشحين، وأقيمت فى مدينة أتلانتا، بولاية جورجيا، التى من المتوقع أن تلعب دورًا مؤثرًا فى الانتخابات، وحُددت مدة المناظرة بتسعين دقيقة، مع فاصلين إعلانين، وهذه نقطة جديرة بالملاحظة، فمناظرات الدورات الماضية، والتى كانت تحت رعاية لجنة المناظرات الرئاسية وليس مؤسسة إخبارية فردية، لم تكن الفواصل الإعلانية متاحة فيها، وكانت المناظرة تتسم بالشراسة، إلا أن تبادل الإهانات كان سمة بارزة فى هذا اللقاء الساخن، ولم يُسمح للمرشحين بالتحدث مع مساعديهم خلال فترات الإعلانات، لكن كان لديهم الوقت لالتقاط الأنفاس وجمع أنفسهم بطريقة لم تكن لديهم فى السنوات الماضية، وتناظر المرشحان فى استوديو سى إن إن دون جمهور، وهذا تغيير عن معظم الدورات الانتخابية السابقة، حيث كان هناك حضور مباشر للجماهير فى المناظرات، ووقف بايدن وترامب على منبرين متجاورين، وأخذ المرشحان موقعهما عبر القرعة بعملة معدنية، أظهر استطلاع أجرته شبكة CNN وSSRS تراجع آراء مراقبى المناظرة تجاه بايدن قليلًا بعد المناظرة: 31% فقط نظروا إليه بشكل إيجابى، مقارنة بـ37% فى استطلاع أجرى على نفس الناخبين قبل المناظرة، على النقيض من ذلك، كان 43% من مراقبى المناظرة ينظرون إلى ترامب بشكل إيجابى، على غرار 40% الذين لديهم آراء إيجابية عنه قبل المناظرة، ويقول 48% من مراقبى المناظرة إن ترامب عالج المخاوف بشأن قدرته على التعامل مع الرئاسة بشكل أفضل، بينما قال 23% إن بايدن قام بعمل أفضل و22% لم يفعلها أى من المرشحين، ويعتقد 7% آخرون أن كلا المرشحين قام بعمل جيد بنفس القدر فى تهدئة المخاوف، وخلال المناظرة تبادل المرشحان الاتهامات حول قضايا داخلية وخارجية أهمها قضايا الإجهاض والاقتصاد والمهاجرين، فضلًا عن الحرب فى غزة وأوكرانيا، وفى حين ظهر الرئيس بايدن متلعثمًا بالحديث طوال المناظرة، تبين أن الرئيس السابق ترامب كذب ما لا يقل عن 30 كذبة بالمجمل بحسب سى إن إن، وخلاصة القول: «انتهت اللعبة».. هكذا أعلنت وسائل إعلام أمريكية فوز ترامب فى المناظرة وصدمة للديمقراطيين من أداء بايدن ووصفوه بـ«الكارثى» وبالتالى هل يقوم الحزب الديمقراطى بالبحث عن بديل لبايدن؟ فى كل الاحوال أرى بنسبة غير قليلة أنه بايدن أو ترامب شيء لا يبشر بالخير بشأن المستجدات العالمية المتغيرة، وللحديث بقية إن شاء الله.
دكتور جامعى وكاتب مصرى
[email protected]