الإبادة تعبر غزة للضفة بمجزرة «نور شمس»
الاحتلال يسرق جثامين القطاع.. والنزوح يوقف الإغاثة
تعتزم حكومة الاحتلال الصهيونى برئاسة «بنيامين نتنياهو» تمويل اقتحامات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى المبارك، وسط استمرار التنديد بتلويح وزير ما يسمى الأمن القومى «ايتمار بن غفير» ببناء كنيس يهودى فى المسجد الأقصى.
وكشفت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية فى تقرير لها، بأنه ولأول مرة، ومن خلال وزارة التراث، ستقوم حكومة تل أبيب بتمويل جولات إرشادية الحرم القدسى الشريف. زاعمة انهما يسمى «جبل الهيكل».
وأضافت سيتم تخصيص مليونى شيكل (نحو 545 ألف دولار) للمشروع من ميزانية مكتب وزير التراث «عميحاى إلياهو»، ومن المتوقع أن تبدأ الجولات الإرشادية للمستوطنين فى الأسابيع المقبلة.
وقالت الهيئة إن وزارة التراث تواصلت مع مكتب وزير الأمن القومى المتطرف «إيتمار بن غفير»، للحصول على موافقة الشرطة على إقامة جولات المستوطنين بالحرم القدسى.
وأكدت وزارة التراث الإسرائيلية – تعليقا على تقرير الهيئة- إنها تعتزم إطلاق جولات إرشادية فى جبل الهيكل، التى ستسمح لأول مرة لآلاف اليهود ومئات الآلاف من السياح الذين يصعدون (يقتحمون) إلى الجبل كل عام، بالاطلاع على التراث اليهودى للجبل، على حد زعمها.
وقالت شرطة الإحتلال إن الزيارات ستتم كجزء من الزيارات المنتظمة لما تصفها بمنطقة جبل الهيكل، وفقا لقواعد الزيارة المعمول بها.
اقتحم عشرات المستوطنين،، المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلى، وأدوا طقوسا تلمودية. وامتدت المجازر الصهيونية من قطاع غزة إلى الضفة المحتلة وفى الوقت الذى واصلت فيه حكومة الاحتلال محارقها لليوم ال326 على التوالى فى القطاع ارتكبت مجزرة مروعة بمخيم نور شمس بطولكرم وسط مخاوف من انفجار الضفة على وقع إعلان وزير ما يسمى بالتراث الاسرائيلى.
وعم الإضراب الشامل، مدينتى بيت لحم وطولكرم بالضفة المحتلة حدادا على أرواح الشهداء، واحتجاجا على عدوان الاحتلال ومستوطنيه عقب استشهاد 5 بقصف للاحتلال الإسرائيلى على مخيم نور شمس بينهم طفلان، وأصيب آخرون
واكدت حركة حماس فى بيان لها أن عملية الاغتيال فى المخيم نور شمس تأكيد على استمرار جرائم ومجازر الاحتلال الممتدة من غزة وصولاً لكل شبر من فلسطين المحتلة.
وأضافت «أن تصعيد الاحتلال لعدوانه على الضفة سيزيدنا بأساً وعزماً، ولن يوقف مد المقاومة وحالة الغضب المتصاعدة فى كافة أنحاء الضفة».
أكد نادى الأسير الفلسطينى أن عدد الشهداء المحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال الإسرائيلى فى مقابر الأرقام والثلاجات، بلغ (552) شهيداً،من بينهم 256 فى «مقابر الأرقام»، و296 منذ عودة سياسة الاحتجاز عام 2015.
ونشر النادى بمناسبة اليوم الوطنى الفلسطينى لاسترداد جثامين الشهداء، تضمن «ورقة حقائق» صادرة عن «الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء» ومؤسسات الأسرى، تحدث فيها عن جريمة احتجاز جثامين الشهداء فى مقابر الأرقام والثلاجات ومعسكر (سديه تيمان).
وأوقفت الأمم المتحدة العمليات الإنسانية فى القطاع بعد أوامر الإخلاء الإسرائيلية لدير البلح التى أدت لعوائق خطيرة أمام تسليم المساعدات وتوزيع لقاح شلل الأطفال الذى ظهر بالقطاع لأول مرة منذ 25 عاما.
وأعلن مسئول أممى توقف العمل الإنسانى بعد أوامر الإخلاء القسرية الإسرائيلية الجديدة لدير البلح التى كانت المنطقة الوحيدة التى تنسق فيها الأمم المتحدة معظم عملياتها، كما احتوت آلاف النازحين بعد اعتبار الاحتلال أنها منطقة آمنة
وشدد على أنه رغم عدم إصدار الأمم المتحدة أوامر رسمية بالتوقف، فإنها غير قادرة عمليا على تسليم المساعدات أو الاستمرار بعملياتها الإغاثية.
وأضاف أنه فى حين اضطرت الأمم المتحدة إلى تأخير أو إيقاف عمليات التسليم لبضع ساعات سابقا، فإن هذه هى المرة الأولى التى تتوقف فيها العمليات تماما.
ويهدد إيقاف العمليات الإنسانية بتأخير حملة التطعيم التى تقودها الأمم المتحدة، التى من المقرر أن تبدأ فى وقت لاحق من هذا الأسبوع، إذ تعتزم الأمم المتحدة توزيع نحو مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال فى غزة، بعد اكتشاف إصابة بالفيروس فى الأيام الماضية.
وأعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا)، عن قلق بالغ إزاء أوامر الإخلاء الإسرائيلية، مشيرا إلى أنها تشمل 15 مرفقا يؤوى موظفين أمميين ونشطاء فى منظمات غير حكومية، فضلا عن 4 مستودعات تابعة للأمم المتحدة، نظرا لوجودها إما فى المنطقة المشمولة بأمر الإخلاء أو قربها.
وقال المكتب إن هذا القرار سيعوق عمل مركز إنسانى كامل تم إنشاؤه فى دير البلح بعد إخلاء رفح جنوب القطاع فى مايو الماضى.
وأكدت الأمم المتحدة أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ستواصل عملها، واشارت إلى أن ما ستوفره من مساعدات لن يكون إلا قطرة فى محيط الاحتياجات.
وشددت الأونروا على أن الوضع بقطاع غزة كارثى للغاية، فى حين تُرغَم العائلات على النزوح وهى محاصرة بالدبابات والقنابل والغارات الإسرائيلية.
وطالبت منظمة العفو الدولية بالتحقيق فى الهجمات الإسرائيلية على رفح جنوب قطاع غزة باعتبارها جرائم حرب، مؤكدة أن إسرائيل فشلت فى اتخاذ الاحتياطات الممكنة لتجنب أو تقليل الضرر الذى قد يلحق بالمدنيين جراء الغارات.
وأكدت المنظمة -فى تحقيق جديد حول انتهاكات إسرائيل بالتزاماتها الدولية فى حماية المدنيين- أن الغارات الإسرائيلية، التى استهدفت مخيمات النازحين فى رفح منذ بدء العملية العسكرية فى مايو الماضى بالمدينة، استخدمت أسلحة ذات تأثير واسع النطاق.
وشددت على أن الهجمات الإسرائيلية باستخدام قنابل ذات تأثير واسع فى مناطق مكتظة بالمدنيين تشكل انتهاكا، مشيرة إلى أن استهداف المدنيين بأسلحة غير دقيقة يمكن أن يسبب أضرارا واسعة لهم.
وأشارت المنظمة إلى أن القانون الدولى يحظر الهجمات التى لا تميز بين أهداف عسكرية ومدنية، مؤكدة أن الجيش الإسرائيلى قصف مناطق زعم أنها آمنة بذريعة استهداف مقاتلين.
وأسفرت الابادة المستمرة على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضى عن استشهاد 40 ألفا و476 شخصا، وإصابة 93 ألفا و647 آخرين، فضلا عن اضطرار مليونى شخص للنزوح المتكرر بسبب المحارق وأوامر الإخلاء القسرى.