مخطط لتهجير الفلسطينيين والمقاومة ترد بـ«رعب المخيمات»
تل أبيب تجتاح المدن وتحاصر المستشفيات.. والسلطة تكتفى بالإدانة
وسع أمس رئيس حكومة الاحتلال الصهيونى «بنيامين نتنياهو» حرب الإبادة الجماعية التى دخلت شهرها الحادى عشر بقطاع غزة بشن أكبر عملية اجتياح فى تاريخ الضفة المحتلة منذ 2002 مع إعلان وزير خارجية الاحتلال «يسرائيل كاتس» اعتزامه تهجير الفلسطينيين من أراضيهم بالداخل المحتل على غرار ما يحدث فى القطاع تزامنا مع وجود وفد إسرائيلى فى العاصمة القطرية الدوحة فيما يتعلق بوقف الحرب!
وأسفرت العملية عن استشهاد وإصابة العشرات فى جنين وطوباس، فى الضفة المحتلة وسط اشتباكات ضارية فى مخيم نورشمس وطولكرم، مخيم الفارعة طوباس، السيلة الحارثية، قباطية ونابلس ويحاصر الاحتلال المستشفيات القريبة من مخيمات اللاجئين، بما فى ذلك مستشفى ابن سينا فى جنين، لمنع المصابين من الوصول إليها، ويقوم بفحص المرضى الذين يدخلون.
ورافق قوات الاحتلال غطاء جوى بالطائرات، كما تشارك فيها وحدات المستعربين، لإخلاء الفلسطينيين باستخدام الجرافات لتجريف شوارع المناطق التى تتعرض للعدوان الإسرائيلى.
أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، عن إطلاق قواتها عملية واسعة النطاق فى شمال الضفة المحتلة وأوضحت أن قوات الأمن تعمل فى وقت واحد فى جنين وطولكرم.
وأشارت إلى أن طائرات هليكوبتر قتالية وطائرات بدون طيار تشارك فى العملية أيضًا من أجل مساعدة وتغطية القوات البرية. ودمر الاحتلال خطوط المياه الرئيسية والطرقات تزامنا مع تفجير المنازل.
وأكد منسق القوى الوطنية الفلسطينية فيصل سلامة أن الاحتلال أبلغ الارتباط العسكرى الفلسطينى بشكل رسمى دعوة سكان مخيم نور شمس بإخلاء منازلهم.
واضاف أن الاحتلال أعطى سكان مخيم نور شمس 4 ساعات لمن يرغب بمغادرة المخيم وأن هناك عائلات بدأت بمغادرة منازلها.
وكشف عن أن هناك أكثر من 300 تعرضت للتدمير الكلى والجزئى فى المخيم، وأظهرت مشاهد مصورة إعطاب المقاومة لجرافة الاحتلال الإسرائيلى بعد استهدافها بعبوة ناسفة فى المخيم.
وأكد رئيس بلدية جنين «نضال العبيدى» أنّ المدينة أصبحت منطقة منكوبة بفعل العدوان عليها، مشيرًا إلى أنّ الاحتلال يفرض على سكانها إجراءات انتقامية ويتعامل معها على أنها مثال مصغر لقطاع غزة.
وأوضح «العبيدى» أنّ المدينة تتعرض لكل أنواع القتل البطىء والسريع، والاحتلال يجعلها فى وضع خطير جدا، مشددًا على ضرورة التدخل الدولى لإلزام الاحتلال بوقف عدوانه الانتقامى على جنين ومخيمها، وبقية مدن ومخيمات الضفة.
وأعلنت كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكرى لحركة الجهاد، عن أنها فجرت عبوتين فى آليات الاحتلال بمحور المسلخ بمخيم نور شمس وأخرجتها عن الخدمة.
وقالت كتيبة طوباس التابعة لسرايا القدس، فى بيان لها، إن مقاتليها يتصدون للاحتلال فى محاور القتال بمخيم الفارعة وخاصة فى محور بيروت.
وأطلقت سرايا القدس على المعركة التى تخوضها المقاومة ضد عدوان الاحتلال على مناطق شمال الضفة اسم «رعب المخيمات»، مؤكدة أن مقاتليها «سيذيقون العدو رعب المخيمات وسيعلم جنوده ما ينتظرهم من جحيم».
وتعد العملية الإسرائيلية هى الأوسع منذ عملية «السور الواقى» فى عام 2002 حيث يشارك فيها سلاح الجو وقوات كبيرة، ويشارك فيها جهاز الأمن الداخلى الإسرائيلى (شاباك) وقوات المستعربين.
وأكدت رئاسة السلطة الفلسطينية، أن الحرب الإسرائيلية المتصاعدة فى الضفة المحتلة إلى جانب حرب الإبادة فى قطاع غزة، ستؤدى إلى نتائج وخيمة وخطيرة.
وأوضح المتحدث باسم الرئاسة «نبيل أبوردينة»، فى بيان، أن الحرب الإسرائيلية المتصاعدة فى الضفة إلى جانب حرب الإبادة فى قطاع غزة، تأتى استكمالا للحرب الشاملة على الشعب الفلسطينى وأرضه ستؤدى إلى نتائج وخيمة وخطيرة سيدفع ثمنها الجميع.
وحذرت الحكومة الفلسطينية من دعوات وزير الخارجية الإسرائيلى لإخلاء الضفة المحتلة من أهلها على غرار ما يحدث فى غزة.
وأشار رئيس الوزراء الفلسطينى، محمد مصطفى، إلى جهات الاختصاص كافة بتعزيز تدخلاتها الطارئة لمواجهة عدوان الاحتلال الجارى على محافظات شمال الضفة مجددًا مطالبته المجتمع الدولى بالتدخل الفورى والعاجل لوقف العدوان الإسرائيلى المستمر على قطاع غزة والضفة المحتلة، بما فيها القدس. وحذرت من تداعيات حصار الاحتلال للمستشفيات.
واعتبرت الفصائل الفلسطينية، أن تصعيد الاحتلال فى مدن الضفة المحتلة والتى أسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى والمعتقلين خلال شهر واحد، إعلان حرب إبادة جماعية على كل الفلسطينيين.
ودعت منظمة العفو الدولية، دول الاتحاد الأوروبى إلى عدم تزويد إسرائيل بالأسلحة، فى رسالة موجهة إلى الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبى «جوزيب بوريل».
وحثت المنظمة، الاتحاد الأوروبى، إلى عدم الاستثمار أو التجارة مع المستوطنات الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، والتى اعتبرتها محكمة العدل الدولية فى لاهاى غير قانونية بحسب رأى استشارى صدر أخيراً.
وتأتى دعوة المنظمة لتشديد سياسة الاتحاد الأوروبى قبل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى فى بروكسل لمناقشة الحرب على غزة.
وتُواصل قوات الاحتلال الإسرائيلى لليوم الـ327 على التوالى، حربها العدوانية وجريمة الإبادة الجماعية فى قطاع غزة، بارتكاب مزيد من المجازر والجرائم بحق العائلات الفلسطينية والنازحين.
وقصفت قوات الاحتلال، بشكل مُكثف، منازل سكنية مأهولة ومركبات مدنية وخيمًا للنازحين فى مختلف أنحاء القطاع؛ خاصة مدينة خان يونس والمحافظة الوسطى.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فى تقريرها اليومى الإحصائى، عن أن حصيلة الإبادة المستمرة ارتفعت إلى 40 ألفًا و534 شهيدًا، بالإضافة لـ93 ألفًا و778 مصابًا منذ 7 من أكتوبر 2023 الماضى.
وأعلنت الأمم المتحدة، عن رفض إسرائيل طلبات تزويد المستشفيات العاملة فى شمال غزة بالوقود 5 مرات خلال الأسبوع الماضى.
جاء ذلك فى مؤتمر صحفى للمتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة «ستيفان دوجاريك» أوضح فيه أن بعض مستشفيات شمال غزة ظلت دون إمدادات وقود جديدة لأكثر من 10 أيام، وأشار إلى حدوث اكتظاظ كبير باللاجئين فى جنوب غزة بسبب قرارات الإخلاء الإسرائيلية المستمرة.