كقاب قوسين أو أدنى؛ ذلك هو شعار المرحلة الحالية، في مشروع المتحف المصري الكبير، فقد أصبحت كل المراحل داخل المتحف جاهزه للافتتاح. فقد جاء التشغيل التجريبي ليشمل منطقة البهو الرئيس، والدرج العظيم، والذي شهد إقبالًا منقطع النظير؛ يعكس شغف وترقب الجميع لانطلاق هذا الكِيان: الثقافي، السياحي، الأثري العظيم. وعلي قدم وساق يجري العمل في استكمال الرؤية أو الحُلْم ، كما يصفها (دينامو) هذا المشروع اللواء عاطف مفتاح المشرف العام علي المتحف الكبير والمنطقة المحيطة، يتواصل العمل لاستكمال أكبر منظومة سياحية أثرية في العالم، كمتحف مغطًى ومفتوح معًا، فهو المشروع الذي يربط منطقة الأهرام بالمتحف، مع استكمال باقي مقومات المنطقة المحيطة من: فنادق، ومزارات سياحية، وطرق؛ لتثري التجربة السياحية بشكل متكامل خدمي وترفيهي يحظى بالأمان التام.
فلقد بات معروفًا أن الافتتاح العظيم المتوقع، أصبح مرهونًا بتماثل الظروف السياسية في المنطقة، ليطلق بعدها فخامة الرئيس دعوة العالَم للافتتاح الرسمي.
وهذه تفاصيل جديدة عن المتحف الكبير بل الحُلْم الكبير، نستشف بعض ملامحها من حديث المشرف العام علي المتحف الكبير، والمنطقة المحيطة السيد اللواء عاطف مفتاح، والذي أكد لنا أن المشروع جاهز للافتتاح فورًا، بمجرد تلقي الموعد الذي سيقع عليه الاختيار، فكل شيء بفضل الله جاهز وعلى أحسن ما يرام: قاعات العرض الرئيسة، وقاعتا الملك توت، وكذلك متحف مركب خوفو، ولم يتبقَ سوي بعض القطع من آثار توت -في حالة جيدة من الحفظ- وهذه سيتم نقلها من متحف التحرير؛ للعرض مباشرة بفتارين المتحف الكبير.
واستطرد اللواء مفتاح قائلًا: بمجرد إعلان الافتتاح الرسمي للمتحف، سيتم بيع ليالي القاهرة من 3ل و 5أيام، ومن المتوقع أن يتم تغير خريطة الليالي السياحية، كما حدث عام 2020، عندما أعلنت الدولة عن افتتاح المتحف، والجدير بالذكر أن كل ليالي القاهرة قد تم بيعها وقتها، لولا حدوث أزمة كورونا، وقد ترتب على ذلك إتاحة محطات أكثر للسائح، منها بالطبع: المتحف الكبير، ومنطقة الأهرام، والتي سيتزامن افتتاح مشروع تطويرها، مع افتتاح المتحف الكبير، وأيضا ستتضمن خريطة الزيارة منطقة القاهرة الفاطمية، ومتحف الحضارة.
وأضاف اللواء مفتاح أن المنطقة المحيطة، من مطار سفنكس حتي المتحف الكبير والأهرام، ستصبح أكبر متحف مغطًى ومكشوف في العالم، وستتضمن فنادق ومزارات وأماكن ترفيه؛ لتعيد وجه القاهرة كعاصمة سياحية ثقافية، تمنح تجربة سياحية فريدة وآمنة تمامًا، وتحقق أكبر قدر من الخصوصية والتميز للسائحين، كما تحقق طموح الدولة من وراء هذا المشروع الكبير.
كما أكد سيادته على ربط المتحف الكبير بمنطقة الأهرام، بواسطة ممشًى سياحي علوي، وبطول ١٢٠٠ متر، ويتضمن: بازارات، ومحلات بيع الهدايا التذكارية والترفيهية، وهذا المشروع حصل علي تقييم امتياز، في تأثيره على المنطقة الأثرية (HIA)، باعتباره مشروعًا آمنًا، يحافظ علي التوازن البيئي للمنطقة الأثرية، بل وأوصت اللجان بتنفيذه، وسيتم عرض المشروع علي اليونسكو، لما له من تأثير إيجابي مطلوب، للحفاظ على المنطقة الأثرية.
وفي نهاية حديثه أشار المشرف العام على المتحف الكبير، إلى أن قاعات العرض بالمتحف تستوعب أكثر من 20 ألف قطعة، فضلًا عن وجود مخازن ومعامل متخصصة تسع أكثر من هذا العدد، بل وتجعل الآثار الموجودة بها متاحة باستمرار للترميم والدراسات والأبحاث العلمية.
أما الملك توت عنخ آمون أو الفرعون الذهبي -كما يحلو للإعلام أن يصفه- فهو بغير جدال نجم الشباك الأول في المتحف الكبير، حيث يُعْرض له أكثر من 5 آلاف قطعة، في قاعات عرض عالمية التصميم، وعلى أعلى مستوًى علمي وأثري لطُرق العرض المتحفي.
من هنا فليس غريبًا أن يتوقع الخبراء أن عدد الزائرين المُنْتظَر سيبلغ نحو 5 مليون سائح سنويًّا، وذلك وفقًا لدراسات الجدوى المُعَدَّة في هذه الشأن، بحيث يكون الطموح المستهدف أن نصل إلى ٨ ملايين سائح، خلال الـ 5 سنوات الأولي. واختتم اللواء مفتاح تصريحاته قائلًا : إنني محظوظ بتكليفي من فخامة الرئيس باستكمال هذا المشروع، وبحمد الله أنجزنا المهمة العظيمة، لكن يتبقى الحُلْم وهو تحقيق الرؤية التي يراها السيد الرئيس كاملة، وذلك بتنمية المنطقة المحيطة من مطار سفنكس، حتي المتحف والأهرام، ولنعمل معًا علي افتتاح رئاسي عالمي مُشَرِّف، يليق بأهمية ومكانة المشروع، كواحد من أكبر المتاحف الأثرية في العالم، التي تعرض آثار حضارة واحدة، بحيث يجعل من منطقة الأهرام بكاملها، منطقة جذب عالمي للسياحة الطويلة، وهي الأهمية التي تعكس اهتمام القيادة السياسية بهذا الحدث العظيم.