أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الأحد أن الأجواء السياسية في الهند تتهيأ مع استعداد ناريندرا مودي لأداء اليمين الدستورية لتولي فترة ثالثة من رئاسة الوزراء ، بعد فوزه في الانتخابات البرلمانية التي أجراها التحالف الوطني الديمقراطي يوم أمس الأول.
وذكرت الصحيفة في سياق تقرير ، نشرته عبر موقعها الإلكتروني أن مودي أصبح يواجه تحديًا متمثلا في حكم الهند بشكل مختلف عما كان يسلكه خلال عقدين من الزمن تولى فيهما منصبه المنتخب، وذلك بعدما اضطر إلى الانضمام إلى حكومة إئتلافية .
وأضافت أن معظم قنوات التلفزيون الهندي باتت في اليومين الماضيين مكتظة بالزعماء السياسيين الذين حرصوا على تقديم مطالبهم وآرائهم السياسية إلى مودي، كما أصبح المعارضين أيضاً يحصلون على المزيد من وقت البث حيث نقلت المحطات مؤتمراتهم الإخبارية مباشرة، وهو أمر لم يُسمح به تقريبًا في السنوات الأخيرة.
وقالت الصحيفة إن التغييرات في الرؤية المستقبلية للبلاد انتابت مودي نفسه الذي قدم نفسه لشعبه على أنه المسئول المتواضع الذي رغب الناخبون في انتخابه مجددًا.. وبالنسبة للكثيرين، فإن تحول مودي في النهج لا يمكن أن يعني إلا أشياء جيدة لديمقراطية البلاد وبالأحرى من حيث التحرك نحو الاعتدال في أمة شديدة التنوع والاختلاف.
وقال أشوتوش – وهو محلل مقيم في نيودلهي استخدم اسمًا واحدًا فقط ومؤلف كتاب عن السياسة – في تصريح للصحيفة حول مودي:” إنه سياسي عملي ، سيكون أكثر اعتدالاً بعض الشيء من أجل بقائه واستمرار حزبه، كما أن افتراض حدوث تغيير نوعي في أسلوب حكمه هو توقع الكثير”.
وفاز حزب التجمع الوطني الديمقراطي بـ 293 مقعدًا في مجلس النواب المؤلف من 543 مقعدًا، كما فاز تحالف الهند بقيادة حزب المؤتمر الوسطي بزعامة راهول غاندي بأكثر من 230 مقعدًا متجاوزًا التوقعات، وفي الأيام التي سبقت الانتخابات، كان التغيير في النهج واضحًا وظل كذلك حتى خطاب مودي أمام البرلمان الذي دام ساعة وخلى من إشاراته المعتادة إلى نفسه بصيغة الغائب.. وبعد قياس لهجته، تبين أنه ركز على وعد التحالف بـ “الحكم الرشيد” و”حلم الهند المتقدمة”، واعترف بأن الأمور سوف تكون مختلفة عما كانت عليه في السنوات العشر الماضية.
ومن المقرر أن يجتمع مودي في وقت لاحق من اليوم مع الرئيس دروبادي مورمو لمطالبته بتشكيل حكومة جديدة، حيث قال متحدث باسم أحد حلفائه إن أداء اليمين الدستورية مقررًا مساء اليوم.. وهذه هي المرة الأولى منذ عقد من الزمن التي يحتاج فيها حزب بهاراتيا جاناتا بزعامة مودي إلى دعم الأحزاب الأخرى لتشكيل الحكومة.