رشيد متحف أثري مفتوح.. ونقطة التقاء النهر بالبحر

محافظة البحيرة تقع في غرب الدلتا ويحدها شمالا البحر الأبيض المتوسط، وشرقا فرع رشيد، وغربًا محافظة الإسكندرية، وتصل حدودها الجنوبية  حتى محافظة الجيزة.

تحتوي محافظة البحيرة على العديد من المعالم الأثرية التى تشتهر بها إلا أنها لاتلقى الاهتمام الامثل في إبراز هذه المعالم السياحية سواء ما كانت السياحة الدينية والتاريخية، وتعتبر مدينة رشيد  فتعبر رشيد جزء لا يتجزأ من تاريخ  مصر وبالاخص الحملة الفرنسية، وكذا المنازل القديمة وحجر رشيد وغير من المناظر الطبيعية والمحميات التى تشتهر بها هذه المدينة.

رشيد متحف مفتوح ونقطة التقاء النيل والبحر 

فإذا ذهبت إلى “باريس” عاصمة النور، بلد الثقافة والتاريخ والجمال، سيدهشك أن بها شارع يسمى “رشيد”، نسبة إلى البلدة المصرية الصغيرة التي تطل على ساحل البحر الأبيض المتوسط ومياه نهر النيل، والتي وصفها الكثيرون من المفكرين بأنها بلد الثقافة المصرية على مر العصور المختلفة، فهي صاحبة حجر رشيد الفرعوني، وتعد ثاني بلد تحمل العديد من الآثار الإسلامية بعد “القاهرة” العاصمة المصرية، وصاحبة المشهد العظيم لالتقاء مياه النهر العذب مع مياه البحر المالح، “البرزخ” تلك المعجزة الإلهية التي يحرص زوار المدينة على رؤيتها.

تعرف المدينة بالعديد من الأسماء فاسمها القبطي “رخيت”، واللاتيني” روزيتا”، والمصري” رشيد”، وهي عبارة عن مُتحف مفتوح يبهرك حين تسير فيه، المعمار الزخرفي الأثري يجذب الأنظار، سماها مُزينة بأشجار النخيل وكأنها تطرح عقيق أحمر، أو ياقوت ذهبي، ما جعلها تحمل لقب “بلد المليون نخلة”.

مسجد أبو مندور في أجمل رحلة نيلية فى رشيد

من أبرز الآثار الإسلامية الموجودة داخل “رشيد” مسجد “أبو مندور”، أقيم المسجد على هضبة عالية مجاورة لشط نهر النيل، ما يزيد من سحر جماله، فلونه الأبيض الجذاب يضيء المكان ليلًا، حيث تعكس أضواءه على مياه النيل فتجعل المسجد لؤلؤة مضيئة تجذب أنظار زواره. تعود تسمية المسجد إلى العارف بالله “محمد أبو مندور”، أو أبو النضر نسبة لقوة بصره، جاء العارف بالله إلى رشيد عام 991 ميلادية بعد معركة كربلاء بالعراق، وعاش فيها ما يقرب من 11 عامًا بنى المسجد في هذه الفترة، وكان المسجد مثابة حلقة علم للأهالي في أمور دينهم حتى توفى عام 1002 ميلادية.ويرجع السلف نسب العارف بالله محمد أبو مندور إلى الإمام محمد بن على بن أبى طالب رضى الله عنه من زوجته التى تزوجها بعد وفاة السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو شقيق الحسن والحسين.المسجد له 3 أبواب، مستطيل التصميم، يوجد به حجرة بها ضريح العارف بالله “أبو النضر”، وهى عبارة عن “حجرة مربعة يتوسطها مقصرة الدفن المصنوعة من الخشب المزخرف وأعلى المقصرة يوجد شريط كتابى وأسفلها توجد أشكال كتابات بالخطين الكوفى والديوانى، مئذنته أخذت الطابع العثمانى، وتميز المسجد بمعجزة ربانية، حيث أنه لم يغرق بمياه الفيضان قبل بناء السد العالي، ولم تطمسه رمال التلال الأثرية رغم وقوعه بينهما

البيوت الأثرية في رشيد.. بيت المصيلي أقدمهم

تشتهر مدينة رشيد، بتميزها بالمعمار الإسلامي والذي ازدهر في العصر العثماني، حيث كانت مركزًا تجاريًا عالميًا، بسبب وقوعها على ساحلي البحر الأبيض المتوسط ونهر النيل، فكانت تأتى إليها الرحلات التجارية من معظم أنحاء العالم، وأنشئت فيها الوكالات والأسواق وانتشرت القصور والمساجد المنازل والكنائس، وأصبحت المدينة الصغيرة مركز معماري واقتصادي كبير.ومن تلك المباني الأثرية خان سليمان باشا وخان البنادقة وخان محمد باشا السلحدار، أقيمت عدة وكالات والتي منها وكالة الشونى ووكالة الباشا، اللتان مازالتا قائمتان حتى الآن، وهناك العديد من دوائر الأرز والطواحين، مثل طاحونة أبو شاهين والتي مازالت توجد حتى الآن، وحمام عزوز، وبوابة أبو الريش بالإضافة إلى 13 مسجدًا وزاوية وضريح جميعهم داخل مدينة رشيد.تتميز الواجهات والمداخل للمباني الأثرية باستخدم الطوب في بناء المنازل الأحجار والأعمدة والتيجان القديمة، كما تميزت واجهات المنازل بأنها مزينة بالطوب الأسود والأحمر، أما الشبابيـك فتنوعت بين الخشب المخروط والمتنوع للتهوية ومنها الحديد، الفتحــات سواء كانت بالجدران أو بالأسقف وأشكالها في الغالب مستطيلة، أما الأسقــف فمعظمها خشبية مزخرفة وملونة بألوان جذابة، كما تحتوى البيوت الأثرية في رشيد على القباب التي ابدع فيها المعمار، وكان يتم عمل سقف خشبى، بالإضافة إلى الأسبلة التي كان تواجدها ضرورة مهمة في كل بيت،أما الحمامات في بيوت رشيد القديمة، فأقيمت بأدوار الحريم، الحمام يتكون من مكان الوقود وفيه قدراً من الفخار ودست من النحاس للماء الساخن .وتضم “رشيد” 22 منزلًا أثريا  منهم منزل فرحات، حسيبة غزالي، الامصيلى، عصفور، منزل مكى، منزل القناديلى، منزل الجمل، منزل بسيونى”ويعد منزل الأمصيلى، من أجمل التصميمات التي صممت في رشيد، حيث طابعها الخاص يجذبك حين تقع عليه عيناك، ومالك المنزل هو أحمد الأمصيلي وهو من قادة الجيش العثمانى، وقد بناه عثمان أغا الطوبجى عام 1808 ميلادى، يتميز المنزل بطرازه المعماري الفريد، يعلو الباب لوح خشبي نقشت عليه بالخط البارز أيه “إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا”. 

منزل برشيد

احد الارابيك بمنازل رشيد

 

القلعة برشيد

مسجد ابو مندور