قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق أن والد سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم (السيد عبد الله بن عبد المطلب) من أحب ولد أبيه إليه، ولما نجا من الذبح وفداه عبد المطلب بمائة من الإبل، و تزوج من أشرف نساء مكة نسبا، حيث مشي عبد المطلب بن هاشم بابنه عبد الله فخطب له السيدة آمنة فزوجها إياه.
قصة زواج عبدالله من آمنة
وتابع جُمعة أنه وخطب إلى نفسه في مجلسه ذلك هالة بنت وهيب بن عبد مناف ابنة عم آمنة وتزوجها,، فقال الناس: فلج عبد الله على أبيه. لأن وهبا كان أشرف قريش. وحملت السيدة آمنة بنت وهب بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شعب أبي طالب عند الجمرة الوسطى أو الكبرى.
وأضاف جُمعة أن سيدنا رسول الله ولد في دار أبيه عبد الله, والتي وهبها رسول الله فيما بعد لعقيل بن أبي طالب, فلم تزل في يده حتى توفي, فباعها ولده إلى محمد بن يوسف أخي الحجاج بن يوسف, فضمها إلى داره التي يقال لها: دار ابن يوسف, حتى أخرجتها الخيزران أم الخليفتين الهادي والرشيد فجعلتها مسجدا يصلي فيه. (تاريخ الطبري) وهي الدار التي في الزقاق المعروف بزقاق المولد, وهي الآن محل مكتبة مكة المكرمة.
لحظة ميلاد الرسول
وضح جمعة أن من حضر ميلاد النبي قابلته الشفاء بنت عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة, وهي أم عبد الرحمن بن عوف وابنة عم أبيه عوف, قالت: لما ولدت آمنة محمدا صلى الله عليه وآله وسلم وقع على يدي, فاستهل, فسمعت قائلا يقول: رحمك ربك. فأضاء لي ما بين المشرق والمغرب, حتى نظرت إلى بعض قصور الشام. (أبو نعيم في دلائل النبوة).
واستطرد جمعة أنه حضر أيضًا أم عثمان بن أبي العاص فاطمة بنت عبد الله, قالت: شهدت آمنة لما ولدت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فما شيء أنظر إليه من البيت إلا نورا, وإني لأنظر إلى النجوم تدنو حتى إني لأقول: ليقعن علي. فلما وضعته خرج منها نور أضاء له الدار والبيت حتى جعلت لا أرى إلا نورا. (الطبراني في المعجم الكبير).
وكذلك حضرت حاضنته ودايته أم أيمن بركة الحبشية, تقول عن رعايته: ما رأيت رسول الله شكا جوعا قط ولا عطشا, وكان يغدو إذا أصح فيشرب من ماء زمزم شربة, فربما عرضت عليه الغذاء فيقول: أنا شبعان.
وانتهى جمعة أنه لما بعث رسول الله آمنت به, ثم أعتقها وأنكحها زيد بن حارثة فأنجبت له أسامة, ولم يطل بها الأجل بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم إلا خمسة أشهر، وحضرت ثويبة ميلاد النبي, فأسرعت تبشر عمه أبا لهب وكان مولاها, فأعتقها فرحا بمولده, فكان ذلك سببا في تخفيف العذاب عنه.