في لحظة غير تقليدية، وفي رد فعل يعكس الغضب الشعبي تجاه سياسات الاحتلال الإسرائيلي، تداولت وسائل الإعلام العربية والعالمية مقطع فيديو لسيدة قامت بتدمير تلفازها الخاص داخل منزلها أثناء بث إحدى القنوات الفضائية خطابًا لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وانتشر مقطع الفيديو، عبر موقع الفيديوهات والصور “إنستجرام”، والذي انتشر بسرعة البرق على منصات التواصل الاجتماعي، أثار حالة من التعاطف والإشادة بين الجمهور العربي خاصةً، حيث تحول هذا الفعل البسيط إلى رمز للمقاومة الفردية ضد الاحتلال الإسرائيلي ودعمًا غير مباشر للقضية الفلسطينية.
تضامن غاضب مع فلسطين
ولم تعرف هوية السيدة بعد، وجسدت في لحظة من اللحظات ما يعانيه ملايين الفلسطينيين والعرب من قهر وألم نتيجة سياسات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني. ففي الوقت الذي كانت تشاهد فيه خطاب نتنياهو، والذي حاول فيه التبرير للهجمات العنيفة التي تشنها قوات الاحتلال على غزة، لم تستطع السيدة أن تحتوي غضبها، فقامت بكسر التلفاز بشكل عنيف. هذه اللقطة لامست قلوب الآلاف، إذ تحولت إلى تعبير فعلي عن الرفض العميق للتواجد الإسرائيلي والممارسات القمعية المستمرة.
ما أقدمت عليه هذه السيدة ليس مجرد تصرف فردي عابر، بل يعكس حالة من الغضب المكبوت لدى الشعوب العربية، التي لم تعد ترى في الدبلوماسية أو الكلام الرسمي حلًا حقيقيًا لوقف الاعتداءات على غزة والضفة الغربية.
غزة في قلوب الملايين
وفي ظل التصعيد المستمر على قطاع غزة، تعالت الأصوات الشعبية الرافضة لسياسات الاحتلال بشكل غير مسبوق. وبينما تتواصل الدعوات لإنهاء الحصار والعدوان العسكري على غزة، يجد الكثيرون أنفسهم أمام الحاجة الملحة للتعبير عن دعمهم بأكثر الطرق المتاحة، ولو كانت بسيطة.
وبات هذا المقطع الذي انتشر للسيدة رمزًا لتضامن الشعوب مع فلسطين، وعكس روح المقاومة التي تُحرك العديد من الأفراد في ظل ما يشعرون به من عجز أمام هذا الكم الهائل من الجرائم ضد الإنسانية التي تُرتكب على الأرض الفلسطينية.
كما أصبح دعم فلسطين اليوم أكثر انتشارًا، ولا يقتصر فقط على الخطابات الرسمية، بل هو فعل شعبي يظهر في كل زوايا الحياة اليومية. حتى أن هذا الفيديو يعيد إلى الواجهة كيف أن الأفراد يمكن أن يعبروا عن دعمهم بطرق غير تقليدية، رغم عجزهم عن التأثير المباشر على الأحداث السياسية.
التأثير الإعلامي وردود الأفعال
ومنذ انتشار الفيديو، بدأ عدد من وسائل الإعلام والشخصيات العامة بالتفاعل معه، حيث تم وصفه بأنه “صرخة غضب” في وجه الظلم، والبعض أشار إلى أن هذا الفيديو يُظهر كيف أصبحت قضية فلسطين جزءًا لا يتجزأ من ضمير العالم العربي، وأن أي خطاب يمس الكرامة الفلسطينية يواجه برفض شديد، كما أشاد الكثيرون بموقف السيدة، معتبرين أنها قامت بما يعبر عن مشاعر الملايين ممن يشعرون بالقهر والعجز أمام مشاهد القصف والدمار اليومي على غزة.
وأشاد عدد كبير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بالفيديو بوصفه يمثل حالة من المقاومة الرمزية ضد هيمنة الاحتلال على وسائل الإعلام، وكتبوا عبارات تعبر عن تضامنهم مع السيدة وما قامت به، معتبرين أن هذا الفعل هو رسالة واضحة للعالم بأن هناك شعوبًا ترفض ما يحدث في فلسطين ولن تبقى صامتة.