السنوار يُربك الإعلام الصهيوني ويُسقط الأقنعة.. فضيحة إعلامية تهز أكبر صحيفة يهودية “فبركة وثائق تقلب الطاولة”

تعرضت صحيفة “جويش كرونيكل” البريطانية، التي تعد من أعرق الصحف اليهودية في العالم، لفضيحة مهنية مدوية بعد نشرها وثائق مزيفة تتعلق بالعدوان الإسرائيلي على غزة وقائد الفصائل الفلسطينية يحيى السنوار. هذه الواقعة أدت إلى استقالة أربعة من أبرز كتاب الصحيفة الذين عملوا فيها لعقود طويلة. فما الذي حدث؟

فضيحة فبركة وثائق تتعلق بيحيى السنوار

كشفت صحيفة “الجارديان” البريطانية أن “جويش كرونيكل”، التي تأسست قبل أكثر من 180 عامًا، نشرت تقريرًا زائفًا يعتمد على وثائق مفبركة زعم كاتب المقال أنها تُظهر محاولات يحيى السنوار للهروب من غزة عبر محور فيلادلفيا، وادعى الكاتب الذي يدعى إيلون بيري، أنه كان جنديًا في قوات الكوماندوز الإسرائيلية وأستاذًا في جامعة تل أبيب، وزعم أنه حصل على هذه الوثائق من داخل أحد الأنفاق في غزة.

وأدى هذا التقرير إلى تداعيات كبيرة، إذ استقال جوناثان فريدلاند، ديفيد آرونوفيتش، هادلي فريمان، وديفيد باديل، بالإضافة إلى كولين شيندلر، أستاذ الدراسات الإسرائيلية، في ضربة موجعة للصحيفة.

تضليل متعمد أم فشل في التدقيق؟

وزاد من تعقيد الموقف أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة نتنياهو أكدوا صحة هذه المزاعم خلال حديثهم مع عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة. لكن بعد فترة قصيرة، نفى جيش الاحتلال معرفته بأي مستندات تثبت صحة هذا التقرير.

تراجعت الصحيفة لاحقًا واعترفت بالخطأ، حيث أصدرت اعتذارًا علنيًا وأوقفت التعامل مع الكاتب إيلون بيري، كما أزالت المقالات المفبركة من موقعها الإلكتروني. ولكن الصحف البريطانية انتقدت “جويش كرونيكل” لفشلها في التحقق من خلفية الكاتب، حيث اتضح أن بيري لم يكن سوى محتال، إذ اقتصرت كل “أعماله الصحفية” على تسع مقالات نشرت خلال الحرب على غزة.

التضليل الإسرائيلي والإعلام الدولي

ولم يكن تقرير “جويش كرونيكل” الوحيد الذي تعرض لانتقادات واسعة. تقارير أخرى، منها تقرير نشرته صحيفة “بيلد” الألمانية، زعمت أيضًا العثور على وثائق من جهاز الكمبيوتر الخاص بيحيى السنوار تظهر خطط الفصائل الفلسطينية. هذه المزاعم قوبلت بسخرية وانتقادات واسعة، خاصة من جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي شكك علنًا في مصداقية هذه التقارير.

اعتذار الصحيفة واستقالة الكتاب

وفي مواجهة هذا الجدل الواسع، قدمت “جويش كرونيكل” اعتذارًا رسميًا عن نشرها لتلك الوثائق المزورة، مؤكدة أنها أنهت التعامل مع الكاتب المتورط. ومع ذلك، فإن الاستقالات المتتالية لأكبر كتاب الصحيفة كشفت عمق الأزمة وفشل الصحيفة في الحفاظ على مصداقيتها المهنية.