يميل عقلي وقلمي عندما يتشرف بكتابة مقال لكل قارئ داخل الوطن، إلى الحكمة والموعظة الحسنة ولطف الكلمات، ولأني مدركة تمام الإدراك أن الكلمة أمانة ومسئولية، سنحاسب عليها أمام الله عز وجل، ولذلك أعلم خطورة الكلمة، وأدرك أن هناك أقلام تسوق للجهل والخرافات والتشكيك في الثوابت وتضليل العقول، عكس ما تتبناه أقلام أخرى من الحقيقة وتحمل على عاتقها أمانة القول وتنشره دون نفاق ورياء بكل حسم وحزم لأنها تعلم أن الكلمة أمانة ثقيلة ورسالة مقدسة جعلت من القلم مكانة رفيعة عند الخالق تبارك وتعالى، فتجعل صاحبها في أرفع المنازل عند الله عز وجل.
وحيث أن العالم يعيش حالياً أصعب الفترات، نشاهد كثيراً من الحروب والأزمات التي عصفت بكثير من البلاد من حولنا، والتي تريد الدمار الشامل في البلاد المجاورة، ولذلك يجب علينا عدم التهاون ضد أي شخص تسول له نفسه أو تدفعه سلطته أو تقوده وظيفته لأي إساءة لوطنه ولجيشه ولمؤسسات بلده.
وحان وقت التكاتف بين جميع المؤسسات لنشر الوعي بين الشعب في أهمية الالتحام بتلك المؤسسات الوطنية لتكملة النهضة التي بدأت منذ العشرية الأخيرة بواسطة القائد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذى كان على وعي وإدراك مبهر بكل الأحداث المؤسفة الذى يشهدها العالم.
ولذلك جاءت النهضة التي قامت بها البلاد بالعمل الجاد والمتقن، لأن ذلك هو السبيل الوحيد لتحصين الوطن ضد محاولة خراب وإسقاط الدولة، فيجب علينا الاهتمام بهذه الأمور.
أولاً: محاربة أعداء الوطن في الداخل والخارج ونشر الوعي بين جميع فئات المجتمع، بكل سبل التوعية والتثقيف، لأنه لا يوجد مكان لتلك الفئة الضالة والتي يجب استئصالها من الوطن.
ثانياً: تعريف الأجيال القادمة بضرورة حب الوطن بالعمل المتواصل والنهوض الفكري بعقول الشباب، لكى يصبحوا قادرين على العمل والمحافظة على ما وصلت إليه مصر من نهضة فكرية وعلمية.
ثالثاً: تسليط الضوء من جميع مؤسسات الإعلام على النماذج الصالحة داخل الوطن ونبذ النماذج الضالة وعدم الاهتمام بها لكي ينقرضوا بالتدريج من المجتمع، ليطفو ويلمح على السطح بعد ذلك النماذج المشرفة التي تقود البلاد إلى المسار الصحيح والنجاة الحقيقية من الهلاك، وهذا ما يستحقه الوطن في الوقت الراهن.
رابعاً: ضرورة تعميم الثقافة وحث الأجيال الجديدة عليها لأنها مسألة بالغة الأهمية لكل مجتمع وتزداد أهميتها في الأوقات التي تعم فيها الفوضى، وتختل القيم الأخلاقية والدينية، فيأتي دور الثقافة لمواجهة القبح المستشري في أوصال المجتمعات المعاصرة الذى يتسلل رويداً حتى يصبح كالسرطان الذى لابد من استئصاله بالعلم والمعرفة والثقافة.
خامساً: ضرورة التفاف الشعب حول حماة الوطن ودعم الجيش المصري بالمقدرة التطويرية في العتاد والمعدات والكفاءة القتالية في البر والبحر والجو ليكون على أهبة الاستعداد دائماً لحماية الوطن من أي من تسول له نفسه أن يتعدى على حبة رمل من الوطن الحبيب.
وختاماً علينا أن نتأكد أنه سيشهد التاريخ، فإما أن يشار إليك بالوطنية والولاء والإخلاص للوطن والأمانة في القول والفعل، وإما أن يشار إليك لا قدر الله بالخبث والتضليل والخيانة للوطن، وقطعاً لا ينفعك مال ولا سلطة ولا شيء أمام قبح ودناءة هذا الوصف فتكون بذلك خاسراً دنياك وآخرتك.