حضور قوي لدور النشر المصرية في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024


 

 

تتواصل مشاركة مئات من دور النشر المصرية القوية في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، الذي أطلقته هيئة الأدب والنشر والترجمة، تحت شعار “الرياض تقرأ”، 26 سبتمبر الماضي، ولمدة 10 أيام، وهي مشاركة لطالما أثرت فعاليات معارض الكتاب في الوطن العربي، خصوصًا أن مصر تمتلك تاريخًا عريقًا في المشاركات في معارض الكتاب حول العالم، كانت أولاها في معرض باريس الدولي للكتاب عام 1867م، ومعرض فرانكفورت الدولي للكتاب عام 1949م.
وتعد مصر رائدة في المجال الثقافي في الوطن العربي بتنظيمها لأول معارض الكتاب في العالم العربي، معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 1969م، الذي شكل حدثًا ثقافيًّا غير مسبوق، وفاتحة لتنظيم معارض الكتاب في المنطقة، حيث تبعه تأسيس معارض الكتاب في الكويت عام 1975م، ثم الرياض عام 1976م، والدوحة عام 1977م، والعديد من المدن العربية الأخرى مثل الخرطوم، وأبو ظبي، وصنعاء، وتونس، وبغداد، والدار البيضاء، وغيرها. وأصبحت تلك المعارض مهرجانات ثقافية منتظرة كل عام في مدن الوطن العربي، ووجهة لأهم دور النشر لعرض أحدث إصداراتها أمام جمهور عربي واسع من عُشّاق القراءة والثقافة ومحبي الكتاب.
وتؤكد المشاركة المصرية القوية في “كتاب الرياض”، على العلاقات الثقافية الراسخة والتاريخية بين المملكة العربية السعودية ومصر في المجالات كافة، لا سيما في مجالات الفن والثقافة التي تشهد ازدهارًا ونموًّا كبيرًا، حيث يعد التراث الثقافي والإنساني المشترك واحدًا من أهم أركان التقارب الثقافي بين البلدين الشقيقين.
وتأتي المشاركة المصرية في معرض الرياض امتدادًا للمشاركات المصرية في معارض الكتاب في المملكة ضمن مبادرة “معارض الكتب” الإستراتيجية التي أطلقتها هيئة الأدب والنشر والترجمة، والهادفة لنشر وتعزيز ثقافة القراءة في المجتمع السعودي، وتمكين الجمهور في مختلف أنحاء المملكة من الاطلاع على أبرز إصدارات دور النشر المحلية والعربية والدولية، حيث شاركت دور النشر المصرية بقوة في معرض المدينة المنورة للكتاب الذي عقد في المدة من 30 يوليو حتى 5 أغسطس الماضي.
كما تحرص المملكة على الحضور والمشاركة الدائمة في الفعاليات الثقافية المصرية مثل معرض القاهرة الدولي للكتاب وغيره من الفعاليات الفنية، حيث كانت ضيفة شرف المعرض عام 2015م، تقديرًا لمساهمتها الفاعلة في المشهد الثقافي العربي.
وتعد معارض الكتاب في السعودية، حدثًا ثقافيًّا رائدًا، ومساحات معرفية واسعة تضم مئات الآلاف من الكتب، ومنصة تجمع أبرز الناشرين والمكتبات، والمؤلفين، والوكلاء الأدبيين، والصحفيين، والمهتمين بشؤون الكتاب والثقافة، من المنطقة العربية والعالم، حيث أصبح المثقف السعودي مستهدفًا من قبل دور النشر المختلفة، حيث نجد تفاعل الجمهور السعودي استثنائيًّا ولافتًا مع الكتاب، فهو شعب محب للثقافة والقراءة ويحرص على أن ينهل من الروافد الأدبية والفكرية بشغف توارثته الأجيال.
كما أن المثقف السعودي بات مستهدفًا رئيسًا في سوق الكتاب حتى إن السياحة الثقافية المرتبطة بزيارة معارض الكتب الرئيسة في المنطقة أصبحت علامة فارقة من علامات المثقف السعودي.
وتشكل معارض الكتاب السعودية جسرًا ثقافيًّا مميزًا بين دور النشر المصرية والجمهور السعودي العاشق للكتاب، حيث نشهد تزايد المشاركات المصرية بشكل مستمر في معارض الكتاب الدولية والمحلية كافة التي تنظمها المملكة، كما تحرص دور النشر السعودية كذلك على الحضور بشكل مستمر ومتزايد في معرض القاهرة للكتاب ومختلف المعارض العربية والعالمية، ما يعكس التطور المهم والكبير في صناعة النشر السعودية على مدار السنوات الماضية، وبروز عدد من الكُتّاب والأدباء السعوديين الذين تمكنوا من ترسيخ مكانة رائدة في المشهد الثقافي العربي.
وقد اكتسبت المملكة العربية السعودية خبرةً واسعة ومصداقية كبيرة من جراء تنظيمها الناجح لمعارض الكتاب طوال العقود الأربعة الماضية، كما تحرص هيئة الأدب والنشر والترجمة على التطوير المستمر لصناعة معارض الكتاب في المملكة، حيث تعمل على تطبيق أفضل الممارسات وأرقى المعايير المطبقة في أهم معارض الكتاب العالمية، وهو ما انعكس بشكل واضح وإيجابي على تنوع وجودة ومستوى البرامج الثقافية لمعارض الكتب السعودية، ونجاحها في استقطاب أهم الأدباء والمفكرين العرب والعالميين، وأبرز دور النشر العربية والعالمية، وكذلك تحقيقها معدلات زيارات متنامية، ومبيعات قياسية من الكتب.
وأطلقت هيئة الأدب والنشر والترجمة، معرض الرياض الدولي للكتاب يوم 26 سبتمبر الماضي، ولمدة 10 أيام، بمشاركة أكثر من 2000 دار نشر ووكالة من المملكة والمنطقة والعالم، موزعة على 800 جناح، وتنتمي إلى أكثر من 30 دولة، ما يعكس الأهمية الكبيرة لمعرض الرياض الدولي للكتاب لكونه أحد أهم وأبرز معارض الكتاب على المستويين الإقليمي والعالمي، وتستمر فعاليات المعرض حتى 5 أكتوبر الجاري.
ويقدم معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي يقام في جامعة الملك سعود، برنامجًا ثقافيًّا ثريًّا يتضمن أكثر من 200 فعالية تناسب جميع الأعمار، وتشمل العديد من الندوات والجلسات الحوارية، والمحاضرات والأمسيات الشعرية والعروض المسرحية وورش العمل التي يقدمها نخبة من الأدباء والمفكرين والمثقفين السعوديين والعرب والدوليين، وتناقش موضوعات مختلفة في شتى المجالات، إضافة إلى فعاليات جناح الأطفال، والعروض المسرحية.
-انتهى –