أسوار الإسكندرية الأثرية مهملة رغم قيمتها التاريخية

تحتضن الاسكندرية العديد من المعالم الاثرية الخالدة ، حيث تضعها طبيعتها التاريخية قبلة السياحة فى مصر لما تتمتع به من مواقع اثرية ، حيث يوجد بعروس البحر المتوسط جميع انواع السياحة التاريخية والثقافية والشاطئية. 

ولكن نجد بعض الاثار التى تتمتع بها عروس البحر المتوسط مهملة رغم اهمية حضارتها التاريخية،  ورغم ان الأسوار لها مكانتها في التاريخ الحديث والقديم؛ وإن ما تبقى منها يحكي لنا وللأجيال القادمة تاريخ لم نشهد بعده، ومن هذة الأسوار العظيمة “سور الإسكندرية القديم” الموجودة بحديقة الشلالات التي تقع بالحي اللاتيني قرب باب شرق، ويعد أحد أهم المعالم الأثرية لهذه المدينة، التى أنشأها “الإسكندر الأكبر” وأحاطها بسور ضخم ذو أبراج وحصون وأبواب للدفاع عنها، وأتم هذا السور “البطالمة” وزاد “الرومان” في تحصينة.

رصدت “الوفد” عدم الإهتمام بأحد أهم آثار الإسكندرية، ممثلاً في الجزء المتبقي من الأسوار والبـرج الغربي والشرقي والتي قد تتعرض للإندثار أو السقوط والتهالك.

” بقايا سور “

ففى منطقة الشلالات نجد بقايا سور الاسكندرية العتيق ، باعتباره أهم المعالم الأثرية بالمدينة، التى أنشأها الإسكندر الأكبر، حيث أحاط الإسكندرية بأسوار وحصون وأبراج للدفاع عنها، وهو السور الذى أتمه البطالمة، فيما قام الرومان بعد ذلك بزيادة تحصينه، وبعد  فتح “عمرو بن العاص”  مصر في عام (٦٤١ م)، وبعد احتلال الإمبراطورية الشرقية للإسكندرية عام (645 م) حيث قاموا بهدم جزء من أسوارها حتى لا يحتاج إلي حصار طويل، ثم تم ترميمها في عصر “الدولة الطولونية” وإستمر إلي العصر الفاطمي؛ والعصر الأيوبي؛ وصلواً السلطان “بيبرس”،وقد إندثرت أجزاء كبيرة في عهد “محمد علي” نتيجة للتوسعات التي تمت في عهده.

 

 

وقال ايهاب السيد مدرس بكلية الاثار 

كشفت احد الدراسات نتائج الفحوصات والتحليل للعينات، ان نخور وتفتت وتقشر وشروخ كبيرة ودقيقة ) بجميع قطع الأحجار، و المونات الرابطة للأحجار في حالة تهالك شديد وتأثيرها لربط الأحجار غير فعال، والأثر المتبقي من السور والبرج الغربي في حالة تهالك شبه تام ويحتاج للتدخل السريع، كما أن البيئة الساحلية، والمجموع الخضري المحيط بالأثر، والبحيرة الصناعية والأمطار أشد عوامل الفتك والتلف التي تتجمع وتقع مؤثرة علي أثر واحد، غير أن الأثر قابل (للتصدع والتساقط)، خاصة إذا تأثر بزيادة الاهتزازات الواقعة عليه، أو أحد الزلازل التي قد يتعرض لها.

 

” سور الاستاد “

كما توجد أجزاء من أسوار الإسكندرية القديمة الاثرية حاليًا على شكل أبراج وجزء من السور، وتمتد في شبه قوس يمتد من الطرف الجنوبي- الشرقي لإستاد الاسكندرية ثم يتخللها حدائق الشلالات وحتى طابية النحاسين، ويقع البرج الشرقي بالطرف الجنوبي الشرقي من الاستاد، والسور الشرقي يقع بالطرف الشرقي من حديقة الشلالات الجنوبية، والبرج الغربي يوجد داخل حديقة الشلالات البحرية وأعلى بحيرة الحديقة من الغرب، وطابية النحاسين، والتي توجد بالطرف الغربي الأقصى من بقايا اسوار الإسكندرية و ترجع لعصر محمد علي وهى موجودة بحديقة الشلالات وكانت قلعة مقابر اليهود وعرفت فى عهد عباس حلمي الأول بطابية النحاسين حيث استخدمت لصناعة الأدوات النحاسية.

 

” اعادة النظر لتخطيط المنطقة الاثرية “

وطالب محمد السيد باحث اثرى حقن الشقوق وفجوات السور ، وكذلك رش جميع أسطح الكتل الحجرية بمواد تقوية تتناسب مع وجود الرطوبة ورذاذ الماء وهطول الامطار علي حوائط الجدران ، وضرورة إعادة النظر في تخطيط المنطقة المحيطة بالأثر بالكامل ، و خاصة البحيرة الصناعية الملاصقة للأثر وعزلها بشكل علمي سليم ، وتوقيف (نافورات المياة) لما تحدثه من تطاير لرذاذ المياه وتشبع الهواء بالماء، أو نقلها بعيد عن الأثر

وأضاف انه يجب الحد من تسريب مياه الري للرقعة الخضراء ، وإبعاد المحيط الخضري عن الأثر بمسافة لا تقل عن (خمسة أمتار) من جميع الجوانب ، والإسراع في تنفيذ شبكة أنابيب أعلي الأثر لتصريف مياه الأمطار علي السطح العلوي ، وتخفيض منسوب المياه الجوفية أسفل الأثر ، وجعل المنطقة الأثرية منطقة عرض للصوت والضوء. ولكن برغم كل ذلك لا يزال السور صامداً أمام العوامل الناتجة من (الطبيعة) ، أوالعوامل ( الأخرى الناتجة من الإهمال)  متحدياً كل هذا في سبيل دورها  في حكي تاريخها العظيم

 

 

” بوابة الزهرى “

وقال الدكتور إسلام عاصم، مدرس التاريخ الحديث والمعاصر بالمعهد العالي للسياحة أن هذا الجزء من “سور الإسكندرية القديم”، سمي بـ”بوابة الزهري”، لوجود قبر الزهري المقابل لها، ويعود تقريبًا إلى القرن الـ 13 الميلادي. والسور الشرقي يقع في الطرف الشرقي من حديقة الشلالات الجنوبية أمام النادي الأولمبي، وهو الجزء الوحيد المتبقي من السور ذاته ويبلغ طوله 79.50 متر.اما البرج الغربي يقع داخل حديقة الشلالات البحرية وأعلى بحيرة الحديقة من الغرب، ويتميز هذا البرج بتنوع الأحجار والعناصر المعمارية المستخدمة في بنائه، التي ترجع للعصر الهلينسي، والآخر يرجع إلى العصر الروماني والعربي، وتبلغ مساحته حوالي 334م مربع.

واشار ان  سور الإسكندرية القديم في العصر البطلمي يتخذ شكلا مستطيلا تقريبا، جلبت حجارته من محاجر المكس والدخيلة بالإسكندرية وكان يتكون من سورين، وليس سورا واحدا، فكان للمدينة «سورا داخليا رئيسياً» وكان ارتفاعه 12 متراً ذا سمك عريض، وآخر خارجي يبلغ ارتفاعه 10 أمتار وأقل سمكاً، وبين السورين 12 مترا، وكانت تلك الأسوار تشمل عدة أبراج دفاعية، يحيط بها خندقاً تُطلق فيه ماء البحر عند الضرورة زيادة في الحماية.