أقوال خالدة لزعماء مصر

خارج السطر

يموت الناس، وتبقى كلماتهم حية، صاحية، وصالحة للتكرار ما ارتبطت بأحداث جسام لا يمكن حذفها من الذاكرة.
وللزعماء فى مصر مقولات خالدة وباقية يستذكرها عشاق للتاريخ مدركين أن خلودها يصلح كدروس وعبر لأجيال أخرى تأتى لاحقا.
وربما تبقى أعظم مقولة فى تاريخ زعماء بلادى هى ما صاغه بعبقرية سعد زغلول مقررا أن ” الحق فوق القوة، والأمة فوق الحكومة”. وقد قالها الرجل بعد انتخابه فى الجمعية التشريعية(البرلمان) وإصراره على مجابهة الوزراء سؤالا ورقابة ومراجعة. ولاشك أن سعد زغلول كان نموذجا فذا فى الخطابة والبلاغة ما جعل تعليقاته وقتها على الأحداث أمثالا يتداولها المصريون فى كل زمن. وربما من أشهر مقولاته فى هذا الصدد قوله، عندما اشتدت ثورة 1919 ضد الاحتلال البريطاني، وخرجت بعض الأصوات فى مصر تدعو للتفاوض مع بريطانيا فى ذلك الوقت، وأرسلت بريطانيا لجنة للتباحث مع المصريين، ” إن جورج الخامس يفاوض جورج الخامس”، وكان جورج الخامس هو ملك بريطانيا خلال الفترة من 1901 إلى 1936، ومعنى العبارة أن بريطانيا تفاوض نفسها.
وتبقى أشهر مقولات الزعيم مصطفى النحاس التى لا تنسى تلك التى أطلقها يوم الغاء اتفاقية الصداقة المصرية البريطانية فى البرلمان سنة 1951 حين قال ” من أجل مصر وقعت اتفاقية 1936 ومن أجل مصر أطالبكم اليوم بإلغائها”، وقد عبرت عن موقف حكومة وشعب مصر بعد مفاوضات للجلاء اتسمت بالتسويف والمماطلة من جانب الاحتلال البريطاني، وكانت المقولة بمثابة اعلان حرب شاملة على الاستعمار. وهى درس فى السياسة الخارجية يقوم على فكرة تبدل المصالح وفقا لتبدل الأحوال، فما يمثل قيمة فى وقت ما قد يمثل خصما فى وقت تال.
أما جمال عبد الناصر فله مقولات إنشائية عديدة، خاصة أنه تمتع بكاريزما شعبية اكتسبها من إجادته التلاعب بعواطف الجماهير. لكن على أى حال لا يمكن أبدا نسيان عبارته التاريخية “تؤمم الشركة العربية لقناة السويس العالمية، شركة مساهمة مصرية..” ذلك أنها ارتبطت برمز مُهم للكرامة الوطنية فى ظل زمن تحرر وطنى.
لكن ثمة مقولة أخرى رددها الناس سنين له بعد هزيمة يونيو 1967 تقول: “ما أخذ بالقوة لا يمكن أن يسترد إلا بالقوة” وهى بمثابة تحفيز واعلان موقف بأن حرب تحرير سيناء هى حرب حتمية، وإن لم يقم بها.
ولا ينسى الناس عبارة الرئيس أنور السادات الخالدة بعد انتصار أكتوبر سنة 1973 التى قال فيها “إن هذا الوطن يستطيع أن يأمن بعد خوف إنه قد أصبح له درع وسيف”، كما لا يُمكن نسيان مقولته الشهيرة لطرح مبادرة السلام عندما قال فى البرلمان سنة 1977 “وستدهش إسرائيل عندما تسمع الآن وأنا أقول أمامكم إننى على استعداد للذهاب إلى بيتهم، فى الكنيست ذاته لأناقشهم من أجل السلام”.
وأتصور أن أشهر عبارة قالها الرئيس مبارك فى فترة حكمه ومازال الناس يذكرونها إلى اليوم تلك التى قالها قبيل تخليه عن السلطة بأيام فى خطابه الشهير إذ قال ” سيحكم التاريخ بما لنا وما علينا، والوطن باق والأشخاص زائلون”.
وتبقى كثير من الكلمات حية للأبد.
والله أعلم
 

[email protected]