شهدت العاصمة الفرنسية باريس حدثًا فنيًا بارزًا تمثل في حفلي أوركسترا “مزيكا” اللذين أحياهما في مسرح باتاكلان العريق،يعتبر هذا الحدث تجسيدًا للعمق الثقافي والمعرفي الذي تحمله الموسيقى الشرقية، والذي لاقى استحسانًا وإقبالاً كبيرين من الجمهور الأوروبي،تحرص الأوركسترا على تقديم تجربة موسيقية متكاملة تعكس روح التراث الشرقي مع لمسة عصرية، مما يمكنها من تقريب المسافات الثقافية بين الشرق والغرب.
مزيكا تقدم أساطير العرب
قدمت أوركسترا “مزيكا” مجموعة من الأعمال الموسيقية الكلاسيكية ضمن سلسلة حفلات “أساطير العرب”، حيث استطاعت إعادة إحياء أغانٍ شهيرة لمطربات عظيمات مثل وردة وأم كلثوم وأسمهان بشكلٍ أوركسترالي مميز،هذا النوع من العروض يقدم لجمهور الحفل فرصة للاستمتاع بالجانب الجمالي للفن الموسيقي العربي، حيث يتم التركيز على أداء الآلات وكيفية تفاعلها مع البرامج الغنائية.
عروض فنية متكاملة
توزعت العروض لأوركسترا “مزيكا” على حفلين متتاليين، حيث تم تقسيم كل عرض إلى مشهدين،في النصف الأول من كل عرض، تم تقديم حفل موسيقي يعتمد بالكامل على العزف الأوركسترالي، بينما شهد النصف الثاني من العروض مشاركة مع المطربتين السوريتين رشا رزق ونور قمر،هذا التركيب يعكس التنوع والثراء الموسيقي الذي يتمتع به التراث العربي.
جولة مزيكا العالمية
تشكل باريس إحدى المحطات الهامة في جولة الأوركسترا العالمية، التي تعكف على تقديم سلسلة من الحفلات الجماهيرية التي تسلط الضوء على روائع الطرب العربي بطريقة عصرية،تتيح هذه العروض لجمهور أوروبا فرصة التعرف عن قرب على فنون الموسيقى العربية والتفاعل معها بشكل إيجابي.
رسالة موسيقية عصرية
أشارت المايسترو أمل القرمازي، قائدة الأوركسترا، إلى أن “مزيكا” تستهدف من خلال جولة العروض الموسيقية ترسيخ مفهوم السماع الموسيقي الحقيقي، حيث تركز على تقديم عروض تعتمد على الآلات الموسيقية دون الاعتماد على الغناء بشكل كبير،كما لفتت إلى أهمية الاستجابة لطلبات الجمهور بأعمال موسيقية تمزج بين المقامات الشرقية والألحان الحديثة.
إبداعات شرق أوسطية عالمية
أضاف الدكتور شادي حكمة، مؤسس “مزيكا”، أن الأوركسترا تهتم بنقل رسالة موسيقية عالمية تمزج بين التراث الشرقي والإبداع الموسيقي العصري،تشير الجولة المقبلة إلى أن الأوركسترا ستقوم بإقامة خمس حفلات جديدة يتوقع أن تحظى أيضًا بحضور كامل، إذ ستستضيف مجموعة من الفنانين العرب مثل كارلا راميا ومهدي عياشي وحميدو، مما يزيد من فرص الارتقاء بالتجربة الثقافية والفنية التي تقدمها للجمهور.
في الختام، تعتبر حفلات أوركسترا “مزيكا” في باريس تجربة فريدة من نوعها، حيث استطاعت بفضل الأجواء الساحرة والموسيقار الماهرين أن تجمع بين الماضي والحاضر، وتجعل الحضور يشعرون بقوة التراث الثقافي العربي وتأثيره في العالم،تتطلع الأوركسترا إلى الاستمرار في تقديم عروض فنية تتجاوز الحدود، مما يعكس الطموحات العالية للفنانين العرب في الساحة العالمية.
