قرأت لأستاذنا الكبير أنيس منصور فى كتابه قالوا.. عبارة .. كأننا فى محكمة..أنا أقف .. وهى جالسة
أنا ألوح بذراعى يمينًا ويسارًا .. وهى تصع يدها على خدها
أنا أصرخ ولا أكف عن الصراخ وهى تستغرق فى نوم عميق ..لماذا كل هذا
لأننى أدافع عن قضية خاسرة .. أحب فتاة لا تحبنى .
الحب من طرف واحد ..
قصص كثيرة نسجت خيوطها من طرف واحد كشاب أحب زميلتهفى المدرسة أو الجامعة أو العمل أو جارته فى السكن أو المنطقة وظل يكتفى بمجرد نظرات من بعيد وكتابة الشعر وسماع الاغانى الرومانسية والنظر إلى القمر والنجوم وحالات الهيام والشجن .. ثم تمر الأيام والسنون بلا تقدم فى الحب الرومانسى حتى يذبل ويموت ولكنه لا ينسى أبدًا..
فى كثير من الأحيان يحدث الحب من طرف واحد، بدون أن يعلم أصلًا الطرف الثانى بهذا الحب.
فى حياة كل واحد .. قصة من هذا القبيل ..أحب فتاة أو فتاة أحبت فتى .. ويستمر الحب من طرف واحد داخل القلوب لا يغادرها ..
لكن ما أريد أن أقوله إن الحب من طرف واحد ليس فقط الحب الرومانسى المعروف ولكنه قد يمتد لعلاقة شخص بآخر.
فمثلًا قد تجد أمامك شخصًا يحب صديقه ويقدم له كل ألوان الدعم والمحبة.. لكن من الجهة الأخرى لا يجد المقابل وتبادل هذه المشاعر النبيلة.
..قد ترى صديقًا لك .. لا يتصل بك أبدًا ودائمًا ينتظر اتصالك وسؤالك عنه.. ولو غبت قليلًا فى السؤال ..لا يسأل عنك وعندما تسأل أنت .. يعاتبك فى عدم السؤال عليه.
حتى تشعر بأن وجودك يساوى غيابك.. لا يوجد فرق.. هذا يعتبر حبًا من طرف واحد..
العلاقات الإنسانية معقدة ومتشابكة.. الكلمة الطيبة صدقة.. تبسمك فى وجه أخيك صدقة.. هذه المعانى التى تتدفق إنسانية هى خريطة طريق لكل إنسان طبيعى بلا عقد نفسية.. فالإنسان الطبيعى يحب ويكره.. يفرح ويغضب.. لكن صاحب الأخلاق هو من يتحكم فى نفسه لحظة الغضب، فى ظل تحكم الماديات فى هذا العصر .. باتت العلاقات الإنسانية ضعيفة، وأصبحت خد وهات ..
والمصلحة أولًا واخيرًا هى المتحكم فى علاقات البشر بعضهم البعض..
أن تجد صديقًا أو قريبًا أو بعيدًا يخاف عليك ويتمنى سعادتك وينصحك نصائح صادقة مخلصة.. ويقف بجوارك فى أحزانك وهزائمك قبل أفراحك وانتصاراتك .. فأنت إنسان محظوظ. لا بد أن تحمد ربك على هذه النعمة.