الصين توسع علاقاتها مع دول المغرب العربي.. استراتيجية جديدة لتعزيز النفوذ الاقتصادي والتجاري

ذكرت صحيفة «سوث تشينا مورننج بوست» الصينية، أن توقف الرئيس الصيني شي جين بينج أثناء عودته من قمة مجموعة العشرين من البرازيل الأسبوع الماضي، في المغرب حيث التقى ولي العهد المغربي مولاي الحسن، بمثابة تأكيد على التزام البلدين بتعميق العلاقات الثنائية بينهما، خصوصًا في ظل الظروف الاقتصادية العالمية الراهنة.

وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة شي إلى المغرب تعتبر خطوة مهمة في تعزيز تواجد الصين في منطقة المغرب العربي، وهي خطوة تأتي في وقت تشهد فيه الصين توسعًا ملحوظًا في علاقاتها الاقتصادية والدبلوماسية مع دول شمال إفريقيا، ولا سيما المغرب وتونس وليبيا.

ويقول مراقبون إن الصين تسعى إلى الاستفادة من المغرب ومناطق أخرى في شمال إفريقيا لحل مشكلتين رئيسيتين: تأمين المواد الأساسية اللازمة لصناعة السيارات الكهربائية، وتجاوز القيود المفروضة على الواردات من قبل الولايات المتحدة وأوروبا.

وقال الرئيس شي إن «الانخراط الصيني مع المغرب أصبح أكثر نشاطًا»، مع زيادة استثمارات الشركات الصينية في قطاع صناعة البطاريات والمركبات الكهربائية في المغرب. ومن أبرز الاستثمارات الصينية في هذا القطاع، مشروع شركة “جوشن هاي-تك” الصينية-الأوروبية لإقامة أول «مصنع جيجا» في أفريقيا بمدينة القنيطرة، بتكلفة تصل إلى 1.3 مليار دولار أمريكي. كما تقوم شركتا «بي تي آر نيو ماتيريل» و«شينزووم» ببناء مصانع للبطاريات في المغرب بقيمة 300 مليون و690 مليون دولار على التوالي.

وأشار ديفيد شين، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج واشنطن، إلى أن المغرب أصبح موقعًا استراتيجيًا لدخول الصين إلى الأسواق الأوروبية بفضل قربه من القارة الأوروبية وموارده الطبيعية من الفوسفات والليثيوم المستخدمين في إنتاج بطاريات السيارات.

الرئيس الصيني

وأشارت الصحيفة إلى أن التوسع الصيني لا يقتصر على المغرب فقط، بل يشمل أيضًا تونس وليبيا. ففي مايو الماضي، التقى الرئيس الصيني شي جين بينج مع الرئيس التونسي قيس سعيد في بكين، حيث تم توقيع شراكة استراتيجية بين البلدين، ما يفتح الأبواب أمام الاستثمارات الصينية في تونس. وتعتبر الصين الآن ثالث أكبر مزود للسلع الاستهلاكية إلى تونس، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين 2.2 مليار دولار العام الماضي.

أما في ليبيا، التي شهدت حالة من الاضطراب السياسي منذ 2011، فقد بدأت الشركات الصينية في العودة تدريجيًا إلى السوق الليبي بعد أكثر من عقد من الغياب، وذلك في إطار خطة لتفعيل غرفة التجارة الاقتصادية الليبية الصينية وتعزيز التعاون في مشاريع البنية التحتية والطاقة المتجددة.

ورغم التحديات، يبقى للصين سجل حافل في الحفاظ على علاقات متوازنة في المنطقة. كما أشار جون كاليبريس، الباحث في معهد الشرق الأوسط، إلى أن الصين تتبع سياسة مرنة في التعامل مع التوترات الإقليمية، ويبدو أن لديها القدرة على بناء علاقات قوية مع دول مثل المغرب وتونس وليبيا دون أن تهدد علاقتها بالدول الإفريقية الأخرى.

وخلصت الصحيفة بالقول إن الصين تواصل استراتيجيتها في شمال إفريقيا عبر زيادة الاستثمارات الاقتصادية وتعزيز التعاون في قطاع الطاقة المتجددة والبنية التحتية، مع التركيز على توازن علاقاتها السياسية في المنطقة.

اقرأ أيضاًبـ 1.3 تريليون جنيه.. التداولات على السندات وأذون الخزانة تسجل صعودا خلال سبتمبر 2024

الرئيس الصيني: بكين بادرت بإنشاء مجموعة الصداقة في الأمم المتحدة لتسوية القضية الفلسطينية