دارت خلال الأيام الماضية أحاديث وتصريحات وبيانات تخص مبنى هيئة قناة السويس الثراثى والذى يطلق عليه «الكوبانية» والذى يطل على المجرى الملاحى للقناة فى مدينة بورسعيد والذى يمثل رمزا للمدينة الباسلة وتحويله لمشروع استثمارى ضخم.
وترددت أنباء ما بين تحويل المبنى لفندق عالمى أو متحف يضم مقتنيات الهيئة وشبيها لمتحف بورسعيد، وأصدرت هيئة قناة السويس بيانا نفت فيه الشائعات المتداولة عن بيع مبنى القبة التاريخى، وأكدت فى بيانها أن مشروع التطوير الذى يعد لن يمس بالقيمة التاريخية والمعمارية للمبنى وسيتم إعلان تفاصيل المشروع فور انتهاء دراسات الجدوى والمخطط الكامل للمشروع.
وفى هذا الإطار أود أن أوضح بعض النقاط التى تهم هذا المبنى وما شهده من أحداث تاريخية ولذلك يجب الحفاظ على جميع مكوناته ورفع كفاءة واجهاته الخارجية مع الالتزام بالألوان الأساسية للمبنى والحفاظ على القبب الثلاث الأثرية بمظهرها الحضارى والمعمارى الفريد لتظل دوما واجهة سياحية فريدة للزائرين من كل أنحاء العالم .
يقع مبنى «القبة» عند المدخل الشمالى لقناة السويس على أحد ضفتى القناة ويحتل موقعا متميزا، وكان مقرا للهيئة ومبنى لإرشاد السفن العابرة للقناة ومتابعة تحركات السفن داخل المجرى الملاحى، وشاهد عيان على كثير من الأحداث التى شهدتها مصر منها: أحداث ما بعد تأميم قناة السويس عندما انطلق منه المرشدون المصريون لمواجهة انسحاب المرشدين الفرنسيين والبريطانيين ردا على قرار تأميم الشركة العالمية لقناة السويس شركة مساهمة مصرية فى 26 يوليو 1956 وضرب المرشدون المصريين أروع صفحات الكفاءة والتحدى واستطاع قطاع ضباط القوات البحرية إدارة حركة الملاحة بالقناة بالتعاون مع المرشدين اليونانيين، وجلاء الإنجليز عن مصر وخروج آخر جندى محتل من المدينة الباسلة يوم 23 ديسمبر عام 1956، وشهد زيارة الرئيس جمال عبدالناصر عام 1957 ورفع العلم المصرى بعد جلاء القوات البريطانية عن مصر وإعلان استقلال مصر واستعادتها لكامل سيادتها على القناة وأرضيها، كما كان المبنى شاهدا على إغلاق القناة فى 5 يونيو عام 1967 وإعادة افتتاحها أمام حركة الملاحة العالمية فى 5 يونيه عام 1975 بحضور الرئيس أنور السادات عقب انتصار أكتوبر وتطهيرها من الألغام والسفن الغارقة بالمجرى الملاحى، ويعد مبنى هيئة قناة السويس أحد العلامات المميزة بمدينة بورسعيد ويعتبر تحفة معمارية رائعة الجمال ورمز للمدينة الباسلة ولقناة السويس فى كل وسائل الإعلام العالمية ووكالات الأنباء.
ولكل هذه المعلومات التاريخية فقد أعددت حلقة خاصة من «صالون الوفد» الذى أترأسه فى لجنة بورسعيد لمناقشة هذه التداعيات ومعرفة كل أبعادها وسيتم ذلك السبت المقبل 12 أكتوبر الحالى بإشراف وتوجيه من المستشار صفوت عبدالحميد رئيس اللجنة وجمال شحاتة سكرتير عام اللجنة، وسيتم دعوة نواب بورسعيد ورموز العمل الوطنى والخبراء المتخصصين فى الحفاظ على تراث بورسعيد الحضارى.