بعد إنهاء إدراجه من قوائم الإرهاب، تحريات جديدة تزرع الشك في مصير محمد أبو تريكة: هل سيعود أسطورة الأهلي إلى مصر بعد قرار الرئيس؟


تعتبر قضايا الإرهاب والمسؤولية القانونية من أكثر المسائل تعقيدًا في العالم المعاصر، حيث تتداخل فيها الأبعاد السياسية، الاجتماعية والقانونية،وفي سياق الأحداث الأخيرة في مصر، تأتي قضية محمد أبو تريكة، اللاعب السابق المعروف، لتسليط الضوء على الجدل المثار حول ملف الإرهاب وعلاقته بالشخصيات العامة،فقد أصدرت محكمة جنايات القاهرة قرارًا برفع أسماء 716 شخصًا من قوائم الإرهاب، وهو ما يعكس تأثير التطورات الأمنية والقانونية في البلاد،يهدف هذا البحث إلى توضيح ملابسات القضية، بدءًا من نشأتها وصولًا إلى القرارات الأخيرة التي اتخذتها الجهات القانونية المسؤولة، لتحليل المواقف المختلفة وما قد ينتج عنها من آثار.

الأمن الوطني آخر التحريات بشأن القضية

في 14 أكتوبر 2025، أجرى جهاز الأمن الوطني تحريات جديدة تتعلق بـ808 أشخاص تم إدراجهم سابقًا في القضية،وقد كشفت هذه التحريات عن انبعاث نشاط قيادات جماعة الإخوان الهاربة في صياغة خطط جديدة لدعم تنظيمهم مالياً واستئناف أنشطتهم الإجرامية،وتضمنت المخططات تشكيل لجنة مالية لإدارة أموال التنظيم في الخارج، بالإضافة إلى تكليف عناصر داخلية بجمع وإدارة الموارد المالية لدعم الأنشطة غير المشروعة،من الممكن أن تشمل هذه الأنشطة تأسيس شركات وهمية للتحايل على قرارات التحفظ.

البداية كيف ظهرت القضية

ترجع جذور القضية إلى عام 2014 عندما أدرج أكثر من 1529 شخصًا في قوائم الإرهاب بناءً على قانون الكيانات الإرهابية،ووجهت إليهم اتهامات جدية تتعلق بتمويل جماعة الإخوان والتخطيط للإضرار بالأمن القومي للبلاد،من بين الأسماء البارزة المدرجة في تلك القائمة كان محمد أبو تريكة، اللاعب المشهور، الذي أجبر على مغادرة مصر بسبب تلك الاتهامات، مما أدى إلى التحفظ على أمواله.

إعادة الإدراج بعد انتهاء المدة القانونية

في شهر أبريل من العام 2025، وبعد انتهاء ثلاث سنوات من الإدراج الأول (2018-2025)، أصدرت محكمة جنايات القاهرة قرارًا بإعادة إدراج 1526 شخصًا على قوائم الإرهاب، ومن بينهم أبو تريكة وقيادات بارزة في جماعة الإخوان،تم تمديد فترة الإدراج لمدة خمس سنوات إضافية، مما أدى إلى استمرار حالة الغموض بشأن مستقبلهم القانوني حتى عام 2028.

قرار محكمة النقض بإلغاء الإدراج

في مايو 2025، جاء قرار محكمة النقض بإلغاء قرار إعادة الإدراج، مما أعطى ضوءًا أخضر لإعادة النظر في القضية من قبل دائرة أخرى في محكمة الجنايات،كان هذا القرار استجابة لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي دعا إلى ة أوضاع المدرجين وإتاحة المجال لفتح صفحة جديدة لمن كفوا عن ممارسة أي نشاط إرهابي، مما يعكس توجهًا لتخفيف بعض القيود المفروضة.

رفع أسماء بارزة من القوائم

تضمنت قائمة الأسماء التي رُفعت من قوائم الإرهاب بعض الشخصيات المعروفة، مثل يوسف ندا، وجدي غنيم، ويحيى حامد، إلى جانب شخصيات عامة مثل الإعلامي هيثم أبو خليل،كما شملت القائمة المتوفين مثل الداعية يوسف القرضاوي، مما يبرز تأثير هذه القضايا على الشخصيات العامة وحتى الأفراد الذين انتهت حياتهم.

موقف أبو تريكة وتطورات القضية

محمد أبو تريكة، الذي يقيم حاليًا في قطر، يعتبر أحد أبرز المتهمين في تلك القضية،فقد أدى إدراجه في قوائم الإرهاب إلى التحفظ على أمواله ومنع عودته إلى بلاده،ومع قرار رفع اسمه، فإن مستقبل أبو تريكة القانوني لا يزال غير واضح، وذلك مرهون بمزيد من ات القضائية والقرارات المرتبطة بالتطورات المستمرة في القضية.

ختامًا، إن قضية محمد أبو تريكة تمثل تجسيدًا واضحًا للتعقيدات القانونية والأمنية التي تواجهها الدولة، بالإضافة إلى ضرورة التعامل مع مؤشراتها بطريقة ملائمة لتجنب آثارها السلبية على الأفراد والمجتمع،يبقى الثابت أن المستقبل سيعتمد على توضيح الأوضاع القانونية للأفراد المعنيين ومدى تنفيذ القرارات الصادرة عن الجهات القضائية المعنية، وهو ما يستوجب متابعة حثيثة من قبل الوسط القانوني والاجتماعي على حد سواء.