قدم الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة القاهرة، خطة تأهيل طلاب المدارس للانتقال لمرحلة دراسية جديدة.
وكشف الخبير التربوي عن كيفية مساعدة الأبناء على تخطي أزمة الانتقال من مرحلة دراسية إلى مرحلة جديدة.
ونوه الخبير التربوي بأن كثر من طلاب المدارس يشعرون بالمشاعر السلبية والمتمثلة في الحزن والاكتئاب أحيانا والإحباط أحيانا أخرى نتيجة انتقالهم من مرحلة دراسية إلى مرحلة أخرى بسبب ما قد يحدث من تفريق لمجموعة الأصدقاء في المرحلة السابقة والاضطرار للتعامل مع زملاء جدد لا تربطهم بهم علاقة.
ونوه الخبير التربوي بأن ذلك بسبب ثقة طلاب المدارس في أنفسهم أقل وشعورهم بالاهتمام والدفء الأسري ضعيف وعلاقاته محدودة وتواصله الاجتماعي منخفض أو يعاني من الخجل والإنطواء أو ربما بسبب انشغال الوالدين عن التواصل اليومي معه بطريقة مناسبة أو ربما أيضا بسبب أنماط سلبية من التنشئة الاجتماعية كالقسوة والإهمال والحماية الزائدة والتدليل الزائد وربما بسبب ترك مشاعر الأبناء تنمو بعيدا عن أعين الأسرة ورعايتها فتنمو المشاعر بشكل مفرط ولا يتعلم الطالب السيطرة على مشاعره والتحكم في انفعالاته.
وأضاف الخبير التربوي أنه أيا كان السبب فإن هذه المشكلة بسيطة ولكن عواقب تركها بدون تدخل قد تكون خطيرة جدا ومن الإجراءات المهمة للتخلص من هذه المشكلة.
خطة تأهيل طلاب المدارس
- أولا “تشريح المشاعر ” بمعنى الجلوس مع طلاب المدارس ومحاورتهم بهدف الوصول إلى تحديد دقيق للمشكلة والمشاعر التي يشعر بها وأسباب هذا الشعور بكل دقة وفائدة هذا الإجراء أن الإنسان ولد مزودا بقدرة فطرية على التكيف ومواجهة الصدمات ولكنه يخفق كثيرا في تحقيق التكيف بسبب عدم قدرته على تحديد المشكلة بشكل دقيق والتعرف على مكوناتها وأسبابها ونحن حينما نساعده على تحديد المشكلة فإننا نستفيد من قدرته الفطرية على التكيف في علاج المشكلة وحلها.
- الإجراء الثاني أن نساعد طلاب المدارس على اكتشاف البدائل ونرشده إلى استخدامها فمثلا إذا كان يخشى عدم التواصل مع أصدقائه السابقين فإننا نرشده إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة للتواصل بالإضافة إلى الهواتف والتواصل في الأندية والزيارات المنزلية فوجود البدائل المتعددة يسهل على الطالب تقبل الأمر والتخلص من المشاعر السلبية.
- الإجراء الثالث: “استراتيجية تحويل الانتباه” أو “التعويض” فقد يكون من المفيد عدم ترك طلاب المدارس وحيدين لفترات طويلة حتى لايكونوا فرائس للأفكار والمشاعر السلبية وبدلا من ذلك تكون الأسرة حريصة على القرب منه وإشعاره بالاهتمام والدفء الأسري ومساعدته على تكوين روابط وعلاقات جديدة وشغل وقته باهتمامات وأنشطة جديدة تستهلك جزءا كبيرا من وقته وتفكيره بشرط أن تكون متوافقة مع ميوله واهتماماته.
- عدم الاستهانة بمشاعر طلاب المدارس أو التقليل من شأنهم أو السخرية والتهكم بل العكس من ذلك يجب أن تكون هذه الإجراءات مصحوبة بقدر كبير من التفهم والتقدير لهذه المشاعر.