عاجل- هكذ أسكَت المشككين وأصبح ملكًا على عرش الكرة الذهبية لعام 2024.. كيف حصد رودري الجائزة؟

في العاصمة الفرنسية باريس، حقق رودري لاعب خط الوسط الإسباني ونجمة مانشستر سيتي، إنجازًا تاريخيًا بفوزه بجائزة الكرة الذهبية لعام 2024، حيث تفوق على أسماء لامعة مثل فينيسيوس جونيور لاعب ريال مدريد وجود بلينغهام. جاء هذا التتويج في حفل النسخة 68 من الكرة الذهبية في مسرح شاتليه، ليصبح رودري أول لاعب وسط دفاعي ينال هذه الجائزة المرموقة منذ الألماني لوتار ماتيوس عام 1990.

موسم استثنائي لرودري

برز رودري، الذي وصفه مدربه بيب غوارديولا بأنه “أفضل لاعب وسط في العالم”، كلاعب استثنائي ضمن تشكيلة مانشستر سيتي المتوجة بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الرابعة على التوالي. بالإضافة إلى تألقه مع ناديه، لعب دورًا رئيسيًا في فوز منتخب إسبانيا ببطولة أمم أوروبا لعام 2024، وهي البطولة التي جعلت من إسبانيا أول منتخب يفوز باللقب الأوروبي أربع مرات. وقد انعكست قدرات رودري على أرض الملعب من خلال قيادته وإدارته للعبة بخبرة، حيث يجمع بين القوة الدفاعية والمهارة التكتيكية وقدرته على تمرير الكرة بإتقان.

لحظات فارقة في الحفل

حضر الحفل العديد من النجوم الدوليين، وشهد توزيع عدة جوائز مهمة. فإلى جانب فوز رودري، نال هاري كين مهاجم بايرن ميونيخ وكيليان مبابي لاعب ريال مدريد جائزة جيرد مولر كأفضل هداف. كما توّج الحارس الأرجنتيني إيمليانو مارتينيز بجائزة ليف ياشين لأفضل حارس مرمى للمرة الثانية على التوالي. في فئة السيدات، حصلت أيتانا بونماتي، لاعبة خط وسط برشلونة ومنتخب إسبانيا، على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعبة في العالم، لتستمر في التألق بعد فوزها بالجائزة لعامين متتاليين، خاصة بعد تتويجها بلقب كأس العالم مع منتخبها وناديها برشلونة بدوري أبطال أوروبا.

انسحاب ريال مدريد من الحفل

أثار قرار نادي ريال مدريد مقاطعة الحفل موجة من التساؤلات، حيث انسحب النادي قبل الحفل بعد علمه بعدم فوز فينيسيوس جونيور بالجائزة. واعتبر بيان صادر عن ريال مدريد أن عدم منح الجائزة لفينيسيوس يعكس عدم احترام النادي ولاعبيه، معبرًا عن امتعاض النادي من هذه النتيجة. في المقابل، أكدت اللجنة المنظمة للجائزة أن نتائج التصويت لا تكون معلومة مسبقًا وأن عملية الاختيار تعتمد على لجنة من الصحفيين المختصين من مختلف دول العالم.

غياب ميسي ورونالدو عن الترشيحات

لأول مرة منذ ما يقارب عقدين، غاب كل من ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو عن الترشيحات للكرة الذهبية. سيطر النجمان على الجائزة منذ عام 2008، حيث حققا معًا 13 تتويجًا، وكانا يحضران غالبية حفلات الكرة الذهبية. لكن مع تقدمهما في السن، خفت بريق مشاركتهما، تاركين المجال لأسماء جديدة مثل رودري وفينيسيوس وبلينغهام، ما يشير إلى تغيرات عميقة في مشهد كرة القدم العالمي مع بزوغ جيل جديد من النجوم.

معايير اختيار الفائز

تُمنح الكرة الذهبية بناءً على معايير ثلاثة: الأداء الفردي، الإنجازات الجماعية، واللعب النظيف. تُعِد لجنة مكونة من صحفيين مختصين قائمة مرشحين من 30 لاعبًا، حيث يقوم كل صحفي بترتيب أفضل عشرة لاعبين، ليحصل اللاعب على النقاط وفقًا لترتيبه. ويبقى الجدال قائمًا حول نزاهة عملية التصويت، حيث يرى بعض المشجعين والنقاد أن الاعتماد على التصويت يجعل النتائج خاضعة للتفضيلات الشخصية، في حين يفضل آخرون نظامًا يعتمد على الإحصاءات والأداء الفعلي.

تاريخ عريق لجائزة الكرة الذهبية

تأسست جائزة الكرة الذهبية عام 1956، ومنذ ذلك الوقت تطورت لتشمل اللاعبين من مختلف الجنسيات. ابتداءً من عام 2007، أصبحت تمنح لأفضل لاعب في العالم بغض النظر عن موقعه أو جنسيته، واستمر هذا التقليد إلى اليوم. وكانت هذه الجائزة محط أنظار اللاعبين والجماهير، ما يجعل التتويج بها إنجازًا لا يُنسى في مسيرة أي لاعب.

مع كل عام، تزداد أهمية جائزة الكرة الذهبية، وتظل مثار اهتمام وجدل مستمر، إذ يعبر البعض عن فرحتهم بتتويج نجومهم المفضلين بينما يبقى آخرون غير راضين عن النتائج. لكن ما لا شك فيه أن فوز رودري هذا العام قد أضاف صفحة مميزة في تاريخ الجائزة، معززًا التقدير للاعبين الذين يملكون موهبة استثنائية ومهارات قيادة نادرة.