هاريس نجحت في هز ثبات ترامب واستقراره النفسي (فيديو)

قال الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، إن هجوم المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأمريكية كامالا هاريس، على دونالد ترامب المرشح الجمهوري، خلال المناظرة الأخيرة، أظهرت قدرتها على اقتحام ترامب وهز استقراره النفسي.

وأضاف خلال مداخلة هاتفية لفضائية اكسترا نيوز، اليوم الجمعة، أن هاريس وضعت ترامب في موقف الغاضب والمدافع وهاجمته أكثر من مرة، وهذا يرجع إلى أنها أعدت مسرحًا متشابهًا ودربت نفسها على الأسئلة والموضوعات وحاولت أن تظهر بثقة وثبات.

هاريس حققت نجاحا كبيرا في مناظرة الرئاسة

 

وأكد خبير السياسات الدولية، أن هاريس حققت نجاحا كبيرا في مناظرة الرئاسة الأمريكية أمام دونالد ترامب، مشيرا إلى أنه خلال المناظرة الرئاسية الأمريكية تقدمت هاريس بناحية تبدو هجومية للسلام على دونالد ترامب، وكانت بداية موفقة بالنسبة لها عندما أخذت هذا الموقف المبدئي.

لم يعد يخفى على أحد اختلاف شخصية الرئيس الأمريكى السابق والمرشح حاليا للعودة للبيت الأبيض دونالد ترامب كثيرا عن السياسيين عالميا، حيث يظل متفردا فى أسلوبه وهجومه وإثارته المعتادة للجدل، حتى ذهب الأمر إلى عدم قدرة مستشاريه السيطرة عليه مما قد يتسبب فى انهياره ويفسد مجهود حملته الانتخابية.
وكان الأكثر إزعاجا لهؤلاء هو سوء أدائه خلال مناظرته مع كامالا هاريس نائبة الرئيس، ليوضح أحد كبار المستشارين أن الفريق الخاص به لم تكن لديه القدرة على توجيهه لذا سمح لترامب أن يكون ترامب دون لمسات رسمية أملا منهم أن ينجح فى ذلك.
ولا تسعى الحملة أن تضع شخصيته «الغريبة» فى صندوق بحسب وصف أحد كبار مستشاريه نقلا عن وكالة اكسيوس الأمريكية، وفى حالة من الإنكار لفشل ترامب أضاف المستشار أن المناظرة «سارت بشكل جيد للغاية – فقط اسألوا الناخبين الفعليين» فى إشارة إلى المحادثات مع الناخبين غير المقررين التى أجرتها صحيفة نيويورك تايمز وهيئة الإذاعة البريطانية ورويترز.
ويفسر تقرير اكسيوس الأسباب التى تجعل ترامب غير قادر على التغيير واتباعه للتعليمات وأنه لن يتغير بحسب أصدقائه ومستشاريه حيث قالت إنه مسكون بالأرواح الشريرة. فهو لا يستطيع أن يتحمل أن يُنظَر إليه باعتباره خاسراً. لذا فمن المستحيل أن يعترف تماماً بأنه لم يفز فى عام 2020. وهو يتطلع إلى عوامل تشتيت الانتباه مثل حجم الحشد والتغطية الإعلامية المعجبة به كوسيلة للتسلية. لذا فإن الاستهزاءات السخيفة على ما يبدو مثل «يبدأ الناس فى مغادرة تجمعاته الانتخابية مبكراً بسبب الإرهاق والملل» تضربه فى الصميم.
بالإضافة إلى أنه يقع فريسة للأخبار الكاذبة. فبالنسبة لرجل جعل من «الأخبار الكاذبة» مصطلحاً مألوفاً، فقد وقع فريسة لها بسهولة وفى كثير من الأحيان. ولم يكن من الصعب أن ندرك أن مزاعم أكل الهايتيين للكلاب والقطط الأليفة كانت سخيفة وخاطئة. ولكن الناشطة اليمينية المتطرفة لورا لومر كانت معه فى رحلة الطائرة إلى المناظرة، وشجعته على ذلك.
ويضيف التقرير أنه عجوز. أخبرنا رجل حكيم أن ثلاثة أنواع من الناس لا يتغيرون أبدًا: الرجال المسنون. والأغنياء. والرجال الذين تحمل مبانيهم أسماءهم. لذا فإن فرص تغير ترامب وهو رجل يبلغ من العمر 78 عامًا ويطلق على نفسه لقب الملياردير ويحمل اسمه على المبانى والزجاجات وملاعب الجولف معدومة.
وأخيرا أن فقاعته التى يعيش بها تكذب عليه. ويعيش كل الساسة فى فقاعات تحمى أنفسهم. ولكن فقاعات ترامب، التى تمتد من شرنقته على وسائل التواصل الاجتماعى إلى منتجع مار إيه لاغو الفاخر الذى يقطنه، من المستحيل تقريبا اختراقها بالحقيقة القاسية. فهناك دائما من يخبر ترامب بأنه فائز حتى عندما لا يكون.
كل هذه العوامل استدعت استدراجه من جانب هاريس التى ذهبت إلى فلاديفيا محددة الهدف بمناظرتها القاسية فى حين وصول ترامب إلى مركز الدستور الوطنى دون استراتيجية واضحة أو على الأقل ليس باستراتيجية يمكن أن تستمر لأكثر من أول 15 دقيقة أو نحو ذلك من اللقاء. فى حين كانت هاريس تتلقى تدريبات مكثفة حتى عينيها، كان ترامب مرتجلاً إلى حد عدم القدرة على التحكم فى نفسه.
وربما لم يستفد ترامب كثيرا من حكم قاضى جورجيا برفض ثلاث تهم جنائية فى قضية التخريب فى انتخابات عام 2020 إذا استمر على نفس نهجه وسياساته بحسب محللين والتى منحته فرصة انتصار مؤقت وسط سلسلة من الهزائم التى يواجهها منذ استبدال منافسه جو بايدن بهاريس.
وتتعلق التهم الثلاث التى تم رفضها من جانب سكوت مكافى قاضى مقاطعة فولتن بمحاولات ناخبين مزيفين تقديم وثائق مزورة للدولة. واثنتان من التهم الثلاث التى تم رفضها تنطبق على ترامب.
وفى السياق تدور معركة أخرى حول ظهور الناشطة اليمينية المتطرفة لورا لومر إلى جانب ترامب فى الأيام الأخيرة والتى فرضت تساؤلات حول نفوذها وقدرًا كبيرًا من الانتقادات من الشخصيات المتحالفة مع المرشح الرئاسى للحزب الجمهورى حيث انتقد السيناتور ليندسى غراهام وهو حليف قوى لترامب فى مجلس الشيوخ، لومر بسبب تعليقاتها العنصرية حول نائبة الرئيس هاريس، والتى استخدمت فيها صورًا نمطية فظة لمهاجمة التراث الهندى لهاريس. كما انتقد جرين هذه التصريحات.
كانت لومر قد وصفت الإسلام فى السابق بأنه «سرطان». وتم حظرها من تطبيقات مشاركة خدمة أوبر وليفت فى عام 2017 بعد أن غردت بأنها «لا تريد أبدًا دعم سائق مهاجر مسلم آخر». وتم حظرها من تويتر بعد سلسلة من المنشورات المناهضة للمسلمين وتمت إعادتها بعد أن اشترى إيلون ماسك المنصة.
وانتقد الديمقراطيون، بما فى ذلك البيت الأبيض، تعليقات لومير الأخيرة، وجادلوا بأن ارتباط ترامب بها يجب أن يكون بمثابة علم أحمر للشعب الأمريكى.